صحيفة الأهرام
92%
نسبة التقييم

زهور الفواكه الاستوائية تتفتح قريبا فى مصر

زهور الفواكه الاستوائية تتفتح قريبا فى مصر
الخبراء: الأفوكادو غنى بالعناصر الغذائية الهامة

نجاح زراعة الأناناس راجع لانخفاض تكاليف الإنتاج
فى ظل التغيرات المناخية التى حدثت خلال السنوات الماضية؛ مما أدى إلى التطابق فى بعض الزراعات من حيث حرارة الجو والتى ارتفعت بصورة كبيرة، خاصة فى دول كانت تتسم بالمناخ المعتدل مثل مصر، والتى قاربت درجات الحرارة بها فى فصل الصيف لتتشابه مع كثير من دول الخليج. الأمر يدفع إلى التفكير فى زراعة كثير من المحاصيل الزراعية التى توائم تلك التغيرات المناخية مثل الفواكه الإستوائية منها الدرجوان فورت وجوز الهند والباباز والافوكادو وغيرها..

«الأهرام التعاوني» رصدت آراء الخبراء والمتخصصين، وتبين أن بإمكان مصر تغيير خريطتها من الفواكه تبعا للتغيرات المناخية التى طرأت عليها، على النحو التالي..

تقول الدكتورة جليلة أحمد سعيد، أستاذ متفرغ بقسم الفاكهة الاستوائية بمعهد بحوث البساتين، إن إنتاج بعض محاصيل الفاكهة الإستوائية يعد محدود الانتشار، حيث تضم هذه الفصيلة من المحاصيل كل أنواع الفاكهة التى تنجح زراعتها فى المناطق الحارة الرطبة من العالم، وتشمل هذه المحاصيل عدة انواع منها ما يزرع فى مساحات كبيرة مثل المانجو والموز وأخرى تزرع فى مساحات أقل نسبيا مثل (القشطة، والأفوكادو، الباباز، البشملة، الثابوتة) وتسمى ايضا بالفاكهه غير التقليدية وفى مصر تزرع هذه الفواكه فى مساحات قليلة بسبب عدم دراية الكثير بها أو تزرع كأشجار زينة أو للاستهلاك المحلى فقط.

وتؤكد أن هذه المحاصيل تتميز بأهمية اقتصادية كبيرة لما تتمتع به من قيمة غذائية كبيرة، لأن معظم ثمار هذه الأنواع تحتوى على العناصر الغذائية الضرورية للإنسان من كربوهيدرات مثل (السكر، النشا، الدهون، الألياف) وكذلك تعتبر غنية بالعديد من الفيتامينات مثل فيتامين أ، ب، ج وكذلك أملاح معدنية مثل الكالسيوم والماغنسيوم والبوتاسيوم والحديد، بالإضافة إلى القيمة الغذائية العالية  التى تتميز بها هذه الثمار، وأيضا تساهم هذه المحاصيل  فى الكثير من الصناعات الغذائية الهامة مثل صناعات العصائر والحلوى والمربى كذلك تتميز ايضا هذه المحاصيل بفوائد طبية حيث يمكن الإستفادة منها فى اجزاء كبيرة سواء فى قلف الأشجار أو الأوراق أو الثمار أو الأزهار حيث يتم استخراج بعض المستحضرات الطبية التى تستخدم فى علاج العديد من الأمراض مثل أشجار القشطة والباباز حيث يمكن استخدام أوراقها وثمارها فى الحصول على مادة الباباين التى تستخدم فى علاج أمراض المعدة وعسر الهضم كذلك نجد أن أشجار بعض هذه الأنواع تستخدم لغرض الزينة وذلك نظراً لجمال أزهارها مثل البشملة  والتابوتة.

وتشير إلى أن الكثير من المزارعين أقبلوا على زراعة هذه الفواكه، مشددة على أنها يجب العمل على نشرها واستخدامها سواء للإستهلاك المحلى أو متطلبات التصنيع أو الإتجاه للتصدير سواء للبلاد العربية أو الأجنبية مما قد يحقق عائد مادى مجزى ولوحظ فى الفترة الحالية إقبال المستثمرين والمزارعين على التوسع فى زراعتها خاصة الأراضى المستصلحة حيث ثبت نجاح زراعتها فى ظل الظروف المناخية الحالية بجانب  تحقيق عائد مجز مع مراعاة اختيار الشتلات الجيدة من هذه الاصناف والسلالات التى تتمتع بإنتاجية عالية ومواصفات جيدة للثمار ويجب إتباع مراعاة التوصيات الفنية من حيث عمليات الخدمة ومقاومة الآفات وذلك للحصول على إنتاجية متميزة.

أما الدكتور محمد ممتاز أستاذ الفاكهة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، فيضيف أن الفواكه الإستوائية تعد كأى نبات يجب أن تهيئ له ظروف معينة لزراعته فهناك نبات الافوكادو ويصنف من الفاكهة الإستوائية ويتميز بقيمة غذائية عالية بما يعنى أنها تساوى قيمة البروتين الحيوانى لما تحتويه من دهون مشبعة، مشيرا إلى أنه بدأت تنتشر زراعته فى مصر منذ ما يقرب من الـ15 عاما، وتتم زراعته فى أرض خالية من الملوحة، وبوجود ملقح وذلك باستخدام دمج صنفين مع بعض منها HASS والصنف الآخر يسمي REED حتى تعطى ثمار إنتاجية أكثر، ويمكن تناولها عن طريق شربها كعصير باللبن،وهناك نوع أخر من الفواكه الاستوائية يسمى الأناناس، وهو أصفر اللون ويعتبر من البدائل التى زرعت فى مصر، وزراعتها ناجحة لأنه يحتاج إلى درجة حرارة مرتفعة ونسبة رطوبة عالية، ونجحت زراعته لأن ظروف انتاجه غير مكلفة ويمكن زراعته أيضا فى الصوب الزراعية ويباع بالثمرة أو بالكيلو ويحقق عائدا اقتصاديا مجزيا.

واستطرد أستاذ الفاكهة الاستوائية، قائلا: هناك أنواع أخرى من الفاكهة الإستوائية يطلق عليه إسم DRAGON FRUIT( فاكهة التنين) وتعتبر ذات قيمه غذائية مرتفعة وتحتوى على فيتامينC حيث يصل إلى ثلاثة أضعاف ثمار الموالح التقليدية، وتتميز الثمرة بشكل يجذب المستهلك ويقبل البعض على شرائها نظرا لفوائدها المتعددة، وهناك ثلاثة أنواع تزرع منها فى مصر، الاولى لونها من الخارج أحمر والداخل أبيض، والنوع الثانى أحمر والداخل أحمر، والنوع الثالث أصفر والداخل أبيض ويعتبر النوع الأخير الأعلى سعرا حيث يصل إلى 800 جنيه لأن زراعته تعتبر محدودة، مشيرا إلى أنه يمكن زراعته فى مصر لأنه يتحمل الظروف المناخية وندرة المياه ويمكن أيضا زراعته فوق أسطح المنازل عن طريق البذور أو الشتلات.

وأكد أن هناك نوعا من الزراعات الإستوائية التى تزرع فى مصرلكن بكميات قليلة ويسمى ليمون كفيار يبدو شكله كثمرة الليمون العادى ولكن أطول قليلا ومن داخله يشبه الكفيار ولكن سعره مرتفع بشكل مبالغ فيه علما بأنه يحتوى على نفس خصائص الليمون المصري، مشيرا إلى أن معظم هذه النباتات تعتبر من النباتات المعمرة التى تمكث لسنوات طويلة فى الأرض ولكنها تثمر فى فصلى الربيع أو الخريف، حيث أن هناك دولا لا تقبل على زراعة الفواكه الإستوائية نظرا لانخفاض درجات الحرارة لديها مثل الدول الأوروبية فتقبل على استيرادها من دول أخرى من بينها مصر.

وشدد ممتاز على ضرورة التوسع فى زراعة الفاكهة الاستوائية فى جنوب مصر مثل منطقة شرق العونيات والواحات وتوشكى، ويتم ريها  بنظم الرى الحديث مثل الرى بالرش والرى بالتنقيط بالطرق الحديثة حيث تتسم بكفاءتها العالية وتكاليفها المنخفضة لأنها توفر عمالة الرى وعمالة الأسمدة، وذلك لإذابة الأسمدة بالمياه قبل عمليات الري.

وفى السياق نفسه، أضاف الدكتور على إبراهيم أستاذ الاقتصاد الزراعى بجامعة الزقازيق، أنه فيما سبق تم عمل دراسات علمية فى جزر زنجبار والتى تطل على المحيط الهادي، وكانت حينئذ تحت ولاية سلطنة عمان فى عهد السلطان قابوس، وذلك قبل أن تعود ولايتها إلى دولة تنزانيا التى عاصمتها دار السلام ويطلق عليها إسم بستان أفريقيا لأن أغلب محاصيلها فاكهة استوائية مثل القرنفل وجوز الهند والباباز، مشيرا إلى أن شجرة القرنفل يبلغ متوسط عمرها 70 عاماً ومتوسط إنتاجية فدان القرنفل تبلغ 3 أطنان، ويبلغ سعر الكيلو جرام حوالى 720 جنيها، مؤكدا أن القرنفل يتم زراعتها فى أجزاء من صعيد مصر بمحافظات قنا والاقصر وأسوان، ويحمل ندرة المياه ونقص الأسمدة.

وأشار أستاذ الاقتصاد الزراعى إلى أن شجرة جوز الهند تشبه أشجار النخيل ومتوسط عمرها 100 عاما، وينتشر زراعته فى سلطة عمان والسعودية ويبلغ ثمن الوحدة التى تزن حوالى كيلو جرام 50 جنيها بمعنى أن يبلغ الطن حوالى 50 ألف جنيها، ويبلغ إنتاجية الفدان 19 طن  ، وتجود زراعته فى صعيد مصر ويتحمل ندرة المياه، ونقص الأسمدة، مضيفا أن هناك شجرة يطلق عليها الباباز متوسط عمرها حوالى 42 عاما، ويبلغ متوسط الفدان حوالى 70 طنا وتزرع على مسافات قصيرةويروى عن طريق الرى الحديث ويبلغ متوسط الفدان 5 آلاف متر مكعب من المياه، واختتم حديثه أن كانت لدى وزارة الزراعة خطة استراتيجية للتنمية المستدامة 2030 تهدف إلى التوسع  فى زراعة الفاكهة الاستوائية وذلك عن طريق توفير شتل والإعلان عنها ولكن لم يكن لها مردود فعلى حتى الآن. 
تعليق المقيم

المحررة قدمت في تحقيقها رصدًا جيدًا لمدى أهمية زراعة الكثير من المحاصيل الاستوائية في مصر، في ظل التغيرات المناخية التي تتناسب مع تلك الأنواع الزراعية. والصورة بدون مصدر.

تعليق الصحفي
No Comment
التقييم المفصل
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها

الصورة بدون مصدر، وغير مذكور اسم مصورها.

هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
تم نقل النص من صحيفة الأهرام 2023-06-07 09:16:35 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
صورة بدون مصدر
حقوق الإنسان
جيد
100%
المصداقية
جيد
100%
الاحترافية
صورة بدون مصدر
50%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template