يؤمن البعض بأن حلول الازمات غالبًا ما تقود إلى مزيد من الابتكار والإبداع؛ ومن بين هؤلاء مجموعة من الشباب المصري المتخصص في أعمال ترميم الوثائق والمخطوطات الأثرية بمكتبة الإسكندرية، توصلوا لطريقة غير تقليدية لمعالجة وثائق ومخطوطات تاريخية بابتكار خلطة ترميم بديلة عن الخامات التي ندر استيرادها وقت جائحة كورونا.
القصة كما ذكرها الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، خلال حديث صحفي، اليوم الثلاثاء، تناولت دور الشباب العلماء والمتخصصين داخل معمل ترميم المخطوطات التابع للمكتبة في ابتكار خلطة مواد وخامات بديلة لتصنيع الورق والأقمشة الخاصة التي تستخدم في ترميم الوثائق النادرة والتاريخية وإعادة بنائها، مشيرا إلى أن الخامات التي كان يتم الاعتماد عليها ندر وجودها بالتزامن مع جائحة كورونا وهو ما دفع الشباب لابتكار تلك الخلطة.
واعتبر مدير مكتبة الإسكندرية أن ما قام به الشباب العاملين بمعمل ترميم المخطوطات، يعد مثالا جديدا على أن لكل أزمة جانب إيجابي ربما يكون مرادفا للابتكار والإبداع، ويمكن أن يستدل به على عبقرية المصري وقدراته الابتكارية وتفانيه في العمل لإنجاز مهام صعبة وقت الأزمات.
وأوضح "زايد" أن معمل ترميم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية بمثابة مركز خبرة عالمي لأنه أصبح ينتج المواد الخام التي تجرى بها أعمال الترميم بكل مراحلها، ويندر أن يوجد مثل ذلك المعمل إلا القليل في العالم، فضلا عن ابتكار خلطة الترميم وتوافر خامات تستخدم بدقة فائقة في هذا الشأن.
وأشار إلى أن مكتبة الإسكندرية لديها إمكانيات مادية وبشرية ضخمة، وتقدم خدمات كثيرة ومتنوعة مثل البحث العلمي، وخدمة مركز حفظ المخطوطات وترميمها والذي يضم 6 آلاف مخطوط و120 ألف كتاب مصور و15 ألف كتاب نادر.
وتابع أن خدمات مكتبة الإسكندرية ليست لمصر فقط ولكن من أجل العالم كله موضحا أن بعض الدول تطلب ترميم مخطوطات خاصة بها أيضا، بينما في الوقت الحالي تعمل المكتبة على ترميم وثائق نادرة لقناة السويس وعددها 1868 مجلدا، وذلك بموجب اتفاقية مع هيئة قناة السويس لترميم تلك المجلدات.
لمشاهدة الصور برجاء الاطلاع على رابط الخبر الأصلي: