روايات متضاربة، ومحاولات لكل أسرة من أسرتي والدي الطفل " أنس" لإثبات البراءة، وتراشقوا الاتهامات والمعاملة السيئة فيما بينهما، ففي الوقت الذي وصفت أسرة الزوج أن زوجته كان دائمة الشجار معه بسبب المصاريف ومطالبها المادية لا تنقطع، وأنها اعتادت علي ترك طفليها بمفردهما، فيما جاءت أسرة الزوجة لتؤكد وحشية الزوج في تعاملها معها، وأنه من وحشيته لا يضربها إلا وهي عريانة حتى يستحي الجيران إنقاذها من بين يديه.
من هنا وهناك، رصدت " الوطن" روايات كل أسرة والتي تضاربت وحاولت كل واحدة أن تنتصر لابنها ولكن الحقيقة المؤكدة أن الطفل" أنس" راح ضحية عناد أبوين ومات جوعا بعد أن بقي بمفرده 9 أيام في شقة هجرتها الأم وتركها الأب لعمله.
تؤكد أم الزوجة، أن الزوج طرد زوجته بعد أن ضربها وأهانها وتوعدها بحرمانها من ابنها، ورفض أن تأخذه معاها، وهي خارجة تبكي وجدت الطفل مروان " في الشارع فتعلق بها، وأحضرته معها، فيما كان الطفل" انس مع والده في الشقة ظنت أنه سيعطيه لأمه ترعاه خاصة أنها لم يكمل شهره الرابع.
وتؤكد أن ابنتها خلال 4 سنوات زواج ذاقت فيهم المر ألوان، وكان زوجها لا يضربها إلا عريانه كما ولدتها أمنها حتى يستحي الجيران انقاذها من بين يديه، وكان كف يده تعلم علي جسمها بأصابعه الخمسة وكأنه "يعمل فيش وتشبيه" ويظل يضربها حتى يصبح جسمها ألوان،
كما كان يعذب الطفل " مروان" وهو صغير وجسمه كله ملسوع بالنار حتى أنه تم فطامة وهو عمر 5 شهور.
وفي المقابل أكد أشقاء الأب أن حياة شقيقهم كانت مليئة بالمشاكل الأسرية، من الأب "عاطف جودة " والأم "شيماء عنتر"، متزوجان منذ ما يقارب 4 سنوات، ولديهما طفلين، الأكبر "مروان" 3 سنوات، والطفل الضحية "أنس"، لم يكمل شهره الرابع، مؤكدين أن حياتهم الزوجية لم تكن مستقرة، ومرت بالعديد بالمشاكل، وأوضحوا أن الزوجة كانت دائمًا ما تترك منزل الزوجية باستمرار، ولم تكن المرة الأخيرة هي الأولى، فقد سبق أن تركت الطفل مرتين وكادت الخلافات تقودهما إلى الطلاق، ولولا تدخل الأهل لانتهت العلاقة بينهما.
ويقول"طه. ح"، عم الطفل، إن والد الطفل اصغر أشقائه الذين قاموا بتزويجه من تلك الفتاة عن طريق أحد المعارف، ويقطن الشقة التي شهدت مصرع الطفل في أخر دور بالمنزل، موضحًا أن والد الطفل عامل في محمصات التسالي، ويخرج للعمل بأماكن بعيدة ويغيب لفترات طويلة.
وأضاف أنه علم من شقيقه عند اكتشاف الجريمة، أن مشاجرة نشبت بين الزوجين بسبب 50 جنيهًا، قبيل خروجه للعمل بمحمصة في القاهرة، فخرجت الزوجة مدعية ملئ وعاء من محطة التنقية، مصطحبة طفلها الأكبر "مروان"، فيما قام شقيقه بجمع ملابسه واحتياجاته للسفر، حيث كان يقضي في العمل ما يزيد عن عشرة أيام، وعندما تأخرت زوجته، خرج إلى عمله تاركا باب الشقة مفتوحا والطفل نائم، مضيفا أن أحدا من المقيمين بالمنزل لم يشعر بالطفل، أو يعلم بما حدث.
وأشار عم الطفل، أنها تركت الطفل والمنزل لزوجها عدة مرات، مشيرًا إلى أنه في المرة الأولى تشاجرت مع زوجها في الشارع وألقت له الطفل، وذهبت لمنزل أسرتها، وبعدها تدخلنا لعودتها مرة أخرى، أما في المرة الثانية فوجئ المقيمون بالمنزل، بنزول الشقيق الأكبر وأخبرهم أنه وشقيقه بمفردهما في المنزل، فصعدت زوجة أخي الأكبر وأخذت الطفل وقامت برعايته ليومين حتى عادت بعد الصلح بينهما، وفي كل مرة كنا نسعى للصلح من أجل الأطفال الصغار.
يذكر أن قاضي المعارضات بمحكمة طوخ الجزئية، أمر بتجديد حبس والدي رضيع طوخ، الذي توفي نتيجة الجوع الشديد؛ إذ تركه والداه مدة 9 أيام بمنزلهما بقرية كفر الفقهاء، مركز طوخ، 15 يوما على ذمة التحقيقات في الواقعة.
ووجهت النيابة للأب والأم، 4 اتهامات، الأولى: القتل العمد بدون سبق الإصرار والترصد، والآخر: التسبب خطأ في موت شخص نتيجة إهمال ورعونة وعدم احترام، والثالث: تعريض طفل للخطر، والرابع: تعريض طفل للخطر لم يبلغ 7 سنوات، بتركة بمكان خال من الآدميين.