مع شروق شمس اليوم السبت، سجلت شواطئ الإسكندرية لحظة تاريخية بعدما أغلقت أبوابها لأجل غير مسمى، لأول مرة، في إجراء احترازي جديد للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
كان اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية أصدر أمس، قراراً بإغلاق جميع شواطئ المحافظة، والبالغ عددها 61 شاطئا، أمام الجمهور اعتباراً من اليوم ولحين إشعار آخر، لمنع التجمعات والزحام.
ويأتي القرار المفاجئ بغلق جميع الشواطئ "العامة والسياحية والخدمة لمن يطلبها والمميزة" والتي تمتد من أبو قير شرقا وحتى أبو تلات غربا، بعدما وصف بـ " فسحة الجمعة".
ففي الوقت الذي خلت الشوارع من المارة والتزمت المحال بقرار الغلق الكلي على مدار 24 ساعة خلال يومي الجمعة والسبت، شهد كورنيش وشواطئ المدينة الساحلية زحاما غير مسبوق من المواطنين.
ومن جانبه، قال اللواء جمال رشاد، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، إن ما شهدته شواطئ المدينة أمس من زحام في ظل مخاوف انتشار فيروس كورونا ظاهرة غريبة.
وأوضح رئيس إدارة السياحة والمصايف، أنه جاري التأكد من غلق كافة الشواطئ لمنع التجمعات، قائلا: "لن نقصر في اتخاذ كافة الإجراءات لحماية المصريين من الإصابة بالفيروس القاتل".
مغلق لحين إشعار آخر
ورصد "مصراوى" في جولة أجراها على كورنيش الإسكندرية، التزام كافة الشواطئ بقرار الغلق، إذ أغلقت البوابات بالكامل بـ "كراسي ومقاعد خشبية" لمنع أي فرد من الدخول.
وخيم الصمت والهدوء على كافة أرجاء شواطئ المندرة وسيدي بشر وميامي والعصافرة، فلا مصطافين أو عمال، الجميع اختفى حتى إشعار آخر.
وشنت الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، بالتنسيق مع قوات الشرطة والأحياء، حملات مكبرة على كورنيش الإسكندرية، لمتابعة تطبيق قرار غلق الشواطئ، للحد من التجمعات وانتشار فيروس كورونا.
خسائر فادحة
وأمام بوابات شاطئ "نيو بوريفاج"، أكد علي عنتر، أحد العاملين بالشاطئ الممتد لنحو 1800 متراً على ساحل البحر بمنطقة ميامي، التزامهم بتنفيذ قرار غلق الشاطئ بالكامل.
وقال عنتر لـ"مصراوي":"نعلم أن القرار سيكبدنا خسائر في ظل اقتراب أعياد الربيع وشم النسيم.. ولكن البلاد تمر بفترة صعبة في مواجهة فيروس قاتل.. وعلينا أن نضحي جميعا لتمر الأزمة بسلام".
وأضاف عنتر: "ليس لنا أي مصدر رزق آخر.. وندعو الله ليل نهار، أن يزيح عن مصر خطر كورونا في أسرع وقت.. لتعود حركة الحياة لطبيعتها في ربوع البلاد".