بوابة فيتو
47%
نسبة التقييم

عُذرًا «أطفال المريوطية».. المرأة لا تشتهي الأمومة أحيانًا (صور)

عُذرًا «أطفال المريوطية».. المرأة لا تشتهي الأمومة أحيانًا (صور)
هم أطفال أبرياء.. لا ذنب لهم في هذه الدنيا سوى أن القدر ساق لهم أمًا لم تعرف الرحمة يوما طريقا لقلبها.. جيء بهم إلى الحياة ليذوقوا من صنوف العذاب والإهمال ألوانا.. تجرعوا مرارة الفقد ونار الاحتياج لأمان أبٍ لم تبصره أعينهم.. وحنان أمٍ لم تكن من اللواتي قال فيهن خير خلق الله: إن الجنة تحت أقدامهن.. عاشوا سنوات عمرهم المعدودات كالسجناء.. ورحلوا عن الدنيا حرقا وخنقا حتى الموت.. ملقين في الطرقات تنهشهم الكلاب.. تلك هي حكاية «أطفال المريوطية الثلاثة».



طوال سنوات عمرها الست والثلاثين، كانت حياة «أماني» مثالا للتخبط والضياع.. فهي الفتاة البسيطة التي نشأت في منزل مُحافِظ كغيرها من آلاف الفتيات في شتى ربوع مصر.. لم تعجبها قيود المجتمع الريفي بعاداته وتقاليده الراسخة.. ضاقت ذرعا بتحكمات أسرتها ونصائحهم لها: «بنت الأصول متطلعش من بيت أبوها إلا على بيت جوزها».. أنهكها السعي لإيجاد حل لمشاكلها مع أسرتها حتى هداها تفكيرها لطوق النجاة –أو هكذا ظنت– بشق عصا الطاعة.. فكان الهرب إلى «قاهرة المعز» ملاذها قبل أن تبلغ ربيعها الحادي والعشرين.


اقرأ.. الداخلية تكشف غموض العثور على جثث أطفال المريوطية.. الأم تزوجت عرفيا 3 مرات وسجلت أولادها باسم زوجها الرابع.. حريق في شقتها يقضي على الأطفال الثلاثة.. وتتخلص من فلذات أكبادها في مقلب القمامة




أبهرت «أضواء العاصمة» الفتاة الطائشة وأعمت بصيرتها.. لم يخالجها الشك في خطأ قرارها بالهروب من بيت الأسرة.. بل ازدادت إصرارا على إصرارها على البقاء في «جنة الحرية».. وعقدت العزم على ألا تعود إلى «الريف وتحكماته».. سعت للعمل والاستقرار في المكان الذي رأت فيه «موطنها الجديد».. عملت في أكثر من وظيفة ولم يكتب لها الاستمرار في أيٍ منها.. دائما ما كان القدر واقفا لها بالمرصاد وكأن لسان حاله يتوسل إليها راجيا: «عودي إلى سيرتكِ الأولى».. فما كان جواب «أماني» إلا أن تُكابِر وتأبى.



مضت الأيام ثم الشهور فأعقبتها السنون.. ظلت خلالها «أماني» في حال يرثى لها، تتنقل من منزل لآخر وتترك عملا وتبدأ من جديد في غيره.. لم تكن حياتها مستقرة ولا اطمأن لها بال.. فليس لأجل ذلك هربت ولا إلى تلك المعيشة تصبو.. تُحَدِثُ نفسها: «أنا مسبتش أبويا وهربت عشان أتكسر وأرجعله تاني.. أنا مكملة بالطول ولا بالعرض هفضل هنا».. صدقت الوعد الذي قطعته على نفسها.. وكان المقابل «جسدًا أكل عليه الجميع وشرب».. حصيلته 3 أبناء من علاقات آثمة مع 3 رجال مختلفين.



سئمت المرأة الرد الذي اعتادت سماعه من كل رجل سلمته جسدها وتحرك على إثر علاقتهما جنين في أحشائها.. «إنتي هترمي بلاكي عليا يا ولية ولا إيه.. روحي شوفي اللي في بطنك ده ابن مين» جملة ترددت على مسامع «أماني» مرارا وتكرارا طوال السنوات الخمس الماضية دون طائل لإثبات نسب أبنائها لآبائهم، حتى استقر وجدانها على الحل الأخير.. تسجيل أطفالها باسم زوجها المزارع الكهل الذي هربت منه بعد أشهر قليلة من زواجهما.


طالع.. «فيتو» في عقار أطفال المريوطية: «هنا كانت الجريمة».. تفاصيل صادمة يرويها الجيران.. المكوجي: «شميت ريحة حريق من 10 أيام وعرفت بعدها أن العيال ماتت».. وأم فاروق: «عرفت جثة محمد أول ما شفته» (فيديو وصور)





رغم الظروف المتقلبة التي مرت بها، وتخلي من ارتمت في أحضانهم باسم الحب عنها.. لم يتحرك «الثور الهائج» الكامن في أعماق «أماني» قيد أنملة.. تعرفت على «سها» العاملة في أحد الملاهي الليلية التي صورت لها أن العمل والعيش بصحبتها خلاصا لها من مرارة الذل وغدر الأيام.. لم تتردد أماني في الانتقال بصحبة أبنائها الثلاثة للعيش مع سها وزوجها وابنتها داخل شقتهم بمنطقة الطالبية في الجيزة.. كانت تذهب للعمل بصحبة سها في جنح الليل ولا تعودان إلا مع بزوغ ضوء صباح يوم جديد.. طوال تلك الفترة يظل أبناؤها الصغار محبوسين داخل غرفة دون رقيب أو هاجس من خوف ينتابها عليهم.. حتى كره الصغار «نصيبهم في الدنيا» فرحلوا في «غمضة عين».



لم يقترف الأطفال جُرما ليعاقبوا عليه بالموت حرقا وخنقا.. أمانيهم كانت بسيطة وأقصى أحلامهم «حتة شيكولاتة» أو لعبة جديدة تُلهِيهم وتصبرهم على غياب «دفا العيلة».. تحملوا قسوة قلب أمٍ لم تُشعِرهُم يوما أن «الضنا غالي».. «رضوا بالهم ولم يرض الهم بهم» فاختار لهم القدر نهاية رحلة مأساوية تماما كما عاشوها.. ملقى بجثثهم على الأرصفة بيد أمهم بدلا من أن تواريهم الثرى ويبكي القلب قبل العين ندما وكمدا على فراق فلذات كبدها.
قديما وصف الأديب الراحل عباس العقاد قدسية علاقة الأم بأبنائها قائلا: «أسعد ساعات المرأة.. هي الساعة التي تتحقق فيها أنوثتها الخالدة.. وأمومتها المشتهاة.. وتلك ساعة الولادة».. حتما لم تكن «أماني» ممن سعدن بتلك الساعة.

تعليق المقيم
محتوى يحمل كثير من الذاتية والتعليقات الخاصة بالمحرر، هو أقرب للمقال عنه للتقرير الصحفي
تعليق الصحفي
No Comment
التقييم المفصل
هل أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس؟
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
خلط بين الرأي والمحتوى
دمجه في صياغة المحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
لم يذكر مصادر المعلومات
تم نقل النص من بوابة فيتو 2018-07-18 01:03:19 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
تمييز
حقوق الإنسان
تمييز
33%
المصداقية
وجهة نظر واحدة
63%
الاحترافية
صورة بدون مصدر
50%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template