زاهي حواس يتسبب في كسر تمثال أثري في سقارة

وسط حالة من الجدل والاتهامات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهر اسم عالم الآثار المصري زاهي حواس في دائرة الاتهام. مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع يُظهره أثناء فتح إحدى المقابر الأثرية في سقارة، وزعمت منشورات مرفقة به أن "حواس" تسبب في كسر تمثال فرعوني نادر يعود إلى الأسرة الخامسة التي حكمت مصر قبل أكثر من 4,000 عام. لكن، ما حقيقة هذه الادعاءات؟  

ما القصة؟

انتشر على "فيسبوك" مقطع فيديو يُظهر زاهي حواس أثناء اكتشافه مقبرة أثرية في سقارة، حيث كان يستخدم أداة طرق، قيل إنها تسببت في "كسر تمثال فرعوني". ووفقًا للمنشورات، فإن التمثال يعود إلى موظف في الأسرة الخامسة، ويُعتقد أن قيمته الأثرية كبيرة.(الأرشفة 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6).

كيف تحققنا؟

في 24 فبراير 2025، نشر زاهي حواس بيانًا رسميًا عبر صفحته على "فيسبوك"، وصف فيه هذه الادعاءات بأنها "شائعات وأكاذيب". وأوضح أن التمثال تم العثور عليه خلال حفائر البعثة المصرية المشتركة مع المجلس الأعلى للآثار في سقارة، وهو في حالة حفظ جيدة ولم يتعرض للكسر أثناء اكتشافه.  

وأشار حواس إلى أن التمثال كان موجودًا داخل كُوَّة صغيرة داخل المقبرة، وأنه قام فقط بإزالة السدادة التي كانت تغلق الكُوَّة وفقًا للمعايير الأثرية. كما أكد أن التمثال لم يُلمس أثناء عملية الكشف، وهو مصنوع من الخشب المحلي ومغطى بطبقة من الملاط الأبيض بسمك 3 ملم.  

وفقًا لحواس، أشرف فريق ترميم بقيادة د. أشرف عويس على معالجة التمثال مبدئيًا في موقعه قبل نقله إلى معمل الترميم لضمان استقراره، حيث تم تنظيفه وتقوية أجزائه وإعداد تقرير عن حالته.  

رأي مدير التوثيق الأثري 

في اليوم نفسه، 24 فبراير 2025، أجرت نرمين عبد المؤمن، مدير عام التوثيق الأثري بوزارة السياحة والآثار، مداخلة تلفزيونية في برنامج "على مسؤوليتي" (الدقيقة 25)، أكدت فيها أن التمثال لم يتعرض لأي أضرار، وأن ما حدث هو انفصال لطبقة الملاط الأبيض المغلفة لمادة الخشب.  

وأوضحت عبد المؤمن أن الفريق الأثري اتبع معايير دقيقة في التعامل مع التمثال، وأنه حاليًا بحالة جيدة بعد عمليات الترميم الأولية. لكنها تعمل تحت قيادة زاهي حواس، مما يثير تساؤلات حول مدى استقلالية شهادتها.  

غياب الموقف الرسمي لوزارة السياحة والآثار 

حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم تُصدر وزارة السياحة والآثار أي بيان رسمي لتأكيد أو نفي صحة الادعاءات المتداولة، سواء لدعم رواية حواس أو تأكيد الاتهامات الموجهة إليه.  

هذا الصمت الرسمي يُبقي القضية "غير محسومة"، إذ تعتمد التوضيحات المتاحة فقط على تصريحات حواس وفريقه، وهو ما لا يمكن اعتباره دليلًا قاطعًا.  

الخلاصة

الادعاءات بشأن تسبب زاهي حواس في تحطيم التمثال لا يمكن تأكيدها أو نفيها بشكل قاطع، إذ يقابلها نفي مباشر من حواس ومن مدير عام التوثيق الأثري التي تعمل تحت قيادته. عدم صدور بيان رسمي من وزارة السياحة والآثار حتى الآن يجعل القضية مفتوحة للتأويل.  مرصد أخبار ميتر لا يتبنى أي من الروايتين، ويؤكد أن الموقف الرسمي للوزارة هو الحسم الوحيد الذي يمكنه توضيح الحقيقة.

مصادر الادعاء

Facebook|تليجراف مصر

(مؤرشف)

Facebook|Ahmed saleh

(مؤرشف)

Facebook|أبو حتة

(مؤرشف)

Facebook|Adel Absawy

(مؤرشف)

Facebook|Youssef Mourad

(مؤرشف)

Facebook|القاهرة 24

(مؤرشف)

مصادر التحقق

الحساب الرسمي لعالم الآثار زاهي حواس على "فيسبوك"

مداخلة مدير عام التوثيق الأثري بوزارة السياحة والآثار برنامج "على مسئوليتي"