مستقبل غامض.. هل تهيمن ميتافيرس على الصحافة التقليدية؟

10/06/2023 
5 min read
Article Author: AkhbarMeter 
Category: Code of Ethics
مستقبل غامض.. هل تهيمن ميتافيرس على الصحافة التقليدية؟

في أكتوبر 2021، أعلن مارك زوكربيرج مؤسس شركة فيس بوك تغيير اسم الشركة إلى ميتا، في إشارة إلى التحول لـ ميتافيرس Metaverse. ومنذ ذلك الإعلان، أصبح  هذا المصطلح يتداول كثيرا على الإنترنت، وهو عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة تمزج بين تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) والبيئات ثلاثية الأبعاد 3D وتقنيات الذكاء الاصطناعي. لم تكن شركة فيس بوك الشركة الوحيدة التى أعلنت التحول إلى ميتافيرس، ولكن تبنت شركات عملاقة  مثل آبل وأمازون ومايكروسوفت وسامسونج الاتجاه إلى هذا العالم الجديد، الذي يوصف بأنه التطور الحتمي للإنترنت. 

ومع ظهور ميتافيرس من المتوقع أن الأخبار والقصص لن تكون مقروءة فحسب، بل يمكن أيضًا معايشتها فعليًا. فصناعة الإعلام مثل أي صناعة يجب أن تواكب التطورات المتلاحقة حتى تحافظ على البقاء. والسؤال الذي يشغل كثيرا من العاملين في هذه الصناعة، هو كيف ستغير تطبيقات ميتافيرس شكل الصحافة؟ 

ولكن أولا: ما هو ميتافيرس Metaverse؟ 

ميتافيرس (بالإنجليزية: Metaverse) تعنى (ما وراء العالم) كلمة تتكون من شقين، الأول "Meta" (بمعنى ما وراء)، والثاني "Verse" مشتق من "Universe" وتعنى (العالم). ظهر مصطلح ميتافيرس Metaverse للمرة الأولى في رواية الخيال العلمي Snow Crash عام 1992 للمؤلف نيل ستيفنسون، حيث يستخدم الأفراد الصور الرمزية الرقمية لأنفسهم  (Avatar) لاستكشاف عالم الإنترنت، كوسيلة للهروب من واقع بائس. 

وعند البحث عن تعريف للـ ميتافيرس لم نجد تعريفا محددا وواضحا، وذلك لأن المصطلح يرجع إلى تقنية مستقبلية، ولكن يمكن القول إنه عالم افتراضي ثلاثي الأبعاد مُولد عبر الكمبيوتر. هناك يعيش مليارات الأفراد ويعملون ويتسوقون ويتعلمون ويتفاعلون مع بعضهم البعض كل ذلك من مجالسهم المريحة  في العالم المادي، عن طريق الصور الرمزية أو ما يعرف بـ (Avatar). 

ويتوقع التقنيون أن ينقل ميتافيرس تجربة العالم الافتراضي إلى مستوى جديد، حيث سيسمح للمستخدمين في العالم الافتراضي من عمل كل شئ، بدء من الشراء وحتى الزواج من خلال صورهم الرمزية. 

كيف يمكن الدخول إلى ميتافيرس؟ 

 للدخول إلى عالم ميتافيرس ستحتاج لبعض الأجهزة لتغمر نفسك في التجربة. ويوجد عدة خيارات يمكن أن تختار من بينها اعتمادا على ميزانيتك، قد تبدأ من 10 دولارات أمريكية لـ Google Cardboard (نظارة جوجل للواقع الافتراضي)، أو سماعة الرأس Oculus Quest 2 متوسطة المدى التي تبلغ تكلفتها 300 دولارًا، أو حتى جهاز Valve Index VR عالي الجودة بقيمة 999 دولارًا. وبعدها يمكنك تحميل بعض التطبيقات الشهيرة للميتافيرس مثل Meta Horizon Worlds، وRoblox، وVRChat واستمتع بالتجربة. 

ما هى صحافة ميتافيرس أو (الصحافة الغامرة)؟ 

هي شكل من أشكال الانتاج الصحفي يتيح تجربة الشخص الأول للأحداث أو المواقف الموضحة في التقارير الإخبارية والفيلم الوثائقي، باستخدام التطورات التقنية في الواقع الافتراضي (Virtual Reality VR)، وفيها ينغمر المستخدم في معايشة بيئة ثلاثية الأبعاد تحاكى الواقع عن طريق أجهزة الواقع الافتراضى.  

وفي الواقع المعزز (AR) يدخل المستخدم عناصر افتراضية ويدمجها بالمشهد الحقيقى عن طريق تطبيقات في الأجهزة الذكية.  

وتخلق تقنية "الفيديو 360 درجة" إحساسًا "بالوجود" وتوفر فرصة للتفاعل الشخصي مع القصة، من خلال الوصول إلى نسخة افتراضية من الموقع، حيث تحدث القصة كشاهد / مشارك، أو من خلال تجربة منظور شخصية تم تصويرها في القصة الإخبارية. ويمكن منح الجمهور وصولاً غير مسبوق إلى المشاهد والأصوات، وحتى المشاعر والعواطف التي تصاحب الأخبار، حيث أن الشعور بالوجود الفعلى يمكن أن يمّكن المستخدم من فهم واقع معين بشكل أفضل، والحصول على صورة أكثر اكتمالا. 

أين يمكن مشاهدة تقارير بتقنية الواقع الافتراضى؟ 

بدأ العديد من الصحفيين والفنانين في تجربة الانغماس في القصص الصحفية من خلال مقاطع طويلة من التصوير الصحفي أو التصورات ثلاثية الأبعاد، التي تسمح للمستخدم بالتفاعل مع البيانات أو المشاهد. كما أطلقت بعض المنصات تقارير صحفية باللغة العربية باستخدام تقنية 360 درجة. 

فإذا كنت ترغب بالتجربة يمكنك الدخول على منصة Frontline In focus XR التى توفر تجربة الواقع الافتراضي في مناطق الحروب والمناطق التي يصعب الوصول إليها. أو منصة AJ Contrast التى أنتجت المشروع الصحفى"Inaccessible Cities"الذى يُدخل المستخدم إلى تجربة الانغماس في التفاصيل والتحديات التي يتعرض لها ذوو الإعاقة خلال محاولاتهم التنقل داخل المدن.    

بعض المميزات المتوقع أن تقدمها صحافة ميتافيرس للمستخدم:  

  • انغماس المتفرج في الحدث من خلال وضع عدسة النظارة، يتم عزل المستخدم عن البيئة المادية الحقيقية، وبالتالي يرى ويسمع فقط ما يتم إنتاجه من خلال عدسة الكاميرا.  
  • تحكم المتفرج الكامل في اتجاه الرؤية، حيث يحرك المستخدم رأسه لتعديل مجال الرؤية بطريقة تشبه النظرة البشرية.
  • استخدام الصوت المكاني، حيث أنها ستُمكن المستخدم من معرفة اتجاه الصوت الصادر كأنه موجود في قلب الحدث.  
  • الإحساس بالوجود، حيث يمكن للمستخدم التفاعل مع الأحداث كما لو كان هناك.   

لماذا يجب على القائمين على صناعة الإعلام أخذ ميتافيرس بعين الاعتبار؟ 

  • لإنتاج المزيد من المحتوى مما يدعم إقبال شركات ضخمة وزيادة التكامل الإعلانى.
  • لجذب الجمهور للانغماس داخل الكثير من المواد الصحفية، مما يؤدى إلى قضاء مزيد من الوقت، وبالتالى زيادات الإيرادات.
  • لمساعدة المنتجين على البقاء على رأس التكنولوجيا الجديدة والاستعداد للمستقبل. 

كيف يمكن للصحفي إنتاج تحقيق في ميتافيرس؟ 

توضح لنا شبكة الصحفيين الدوليين ijet في مقال نُشر على منصتها حول كيفية إنشاء استوديو افتراضي تحت عنوان الإعلام والميتافيرس.. كيف يستفيد الصحفيون من استوديوهات العالم الافتراضي؟، وإليكم بعض مما جاء فى المقال:

الطريقة الأولى: إنشاء استوديو في ميتافيرس، وذلك عن طريق التعاون بين المؤسسات الصحفية وشركات تكنولوجيا لإنشاء استوديو ثلاثي الأبعاد وتصميم صورة افتراضية خاصة بكل صحفي/ة أو مذيع/ة في المؤسسة.

الطريقة الثانية: إنشاء استديو بكاميرا 360، وذلك عن طريق تصوير استديو حقيقى بواسطة كاميرا تعمل بتقنية 360 درجة وإدخالها إلى عالم ميتافيرس.

الطريقة الثالثة: إنشاء استديو مجاني عن طريق منصة VTime XR التابعة لشركة إنجليزية، تتيح إجراء جولات افتراضية سياحية، واستديوهات للراديو والتلفزيون ومواقع تصوير خارجية.  

ما هي التحديات التي قد تواجهها صحافة ميتافيرس؟

  • صعوبة تنفيذ التقارير الصحفية بالتقنية الجديدة، حيث أنها تحتاج إلى فريق من المتخصصين في الرسوم المتحركة ومصممين الشخصيات والنماذج ثلاثية الأبعاد.
  • قد يتعرض المستخدم للضرر الجسدي مثل الدوار في حالة استخدام نظارات رديئة الجودة.
  • بدون امتلاك نظارات الواقع الافتراضي، لن يتمكن المستخدم من الاستمتاع بالتجربة كاملة.
  • لابد من توفر إنترنت بسرعة عالية، حتى يتمكن المستخدم من الاستمتاع بالتجربة دون انقطاع.
  • ارتفاع تكلفة الإنتاج الأمر الذى لا يقدر عليه إلا كبرى المؤسسات الصحفية، حيث أن المعدات اللازمة لإنتاج التقارير مرتفعة الثمن بالإضافة إلى الوقت والجهد المبذول لإنتاج تقرير من بضع دقائق.  

فى عام  2015 بدأت «نيويورك تايمز» في إطلاق تقارير صحفية بتقنية الواقع المعزز، وتبعها في ذلك عدة مؤسسات صحفية مثل الجارديان. وبالرغم من مرور ما يقرب من ثماني سنوات، ما زال الانتشار محدود جدا وذلك بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج، وكم الجهد والوقت الكبير المبذولين لإنتاج التقارير بالإضافة إلى عدم امتلاك كثير من المشاهدين لأجهزة تمكنهم من الاستماع بالتجربة. فهل يمكن أن تهيمن صحافة ميتافيرس على الصحافة التقليدية في المستقبل القريب؟ 

المصادر

This 29-year-old book predicted the ‘metaverse’ — and some of Facebook’s plans are eerily similar 

What is the metaverse? An explanation and in-depth guide 

What Is the Metaverse? An Explanation for People Who Don’t Get It

بالخطوات.. كيف تدخل عالم الميتافيرس مجانا؟ 

كل ما تريد معرفته حول الميتافيرس 

كيف تنشئ نسخة افتراضية منك لدخول عالم الميتافيرس؟ 

"ميتافيرس".. الصحافة تكتشف "هذا الشيء الجديد اللامع"  

Immersive Journalism: Advantages, Disadvantages and Challenges from the Perspective of Experts 

What we can learn from the best examples of immersive journalism 

The metaverse: the opportunities it offers journalism 

الصحافة بتقنية 360 درجة  

Immersive Journalism : The industry?

صحافة «الواقع الافتراضي» القارئ في قلب الح 

الفرق بين الواقع الافتراضي و الواقع المعزز 

ما الفرق بين الواقع الإفتراضي Virtual Reality والواقع المعزز Augmented Reality؟ 

الإعلام والميتافيرس.. كيف يستفيد الصحفيون من استوديوهات العالم الافتراضي؟ 

Related topics

Topics that are related to this one

Want accurate news and updates?
Sign up for our newsletter to stay up on top of everyday news.
We care about the protection of your data. Read our Privacy Policy