تستقبل عقولنا كل يوم سيلًا من الأخبار والرسائل الكثيرة التي تجعلنا نتخبط في بحرٍ رؤيته ضبابية تمتزج فيه الحقيقة مع الخداع، ويصعب علينا في هذه الحالة التفكير السليم أو الانتقاء الواعي اللذان يسمحان لنا بتحديد الأخبار المضللة ومنعها من التأثير فينا.
أبرز مثال على ذلك: التضليل والتلاعب بالمعلومات اللذان زادا في الانتشار منذ ظهور جائحة كوفيد-19 لجذب القراء المتلهفين لمعرفة مستجدات وضع الوباء لحظة بلحظة؛ ومن صورِهِ تزويد الناس بمعلومات طبية وعلاجات خاطئة، وبث الذعر والقلق بكثافة في نفوس المتابعين عن طريق تضخيم العناوين والأخبار.
ولمواجهة هذا السيل والتحكم به قبل أن يتحكم بنا، اخترنا مجموعة من النصائح التي تساعد في جعلنا مستهلكين أذكياء للإعلام:
سيكون من الصعب معرفة حقيقة خبر ما من عدمه إذا كان المصدر مجهولًا بدون أي سبب واضح (مثلا: إذا كان يدلي بمعلومات خطيرة وكان هناك خوف على حياته)، لأنه قد يكون شخصًا خبيرًا في مجاله أو أي شخص آخر ليس له علاقة فعلية بالخبر. وتعد المصادر المجهولة واحدة من علامات الخبر المفبرك في معظم الأحيان.
عند وقوع حدث ما كانفجار أو ما شابه، لا تكون المعلومات الأولية دقيقة في الغالب، وهذا لأن بمرور الوقت تنكشف معلومات أخرى معاكسة لما قد تم الإعلان عنه في البداية، وتختلف الآراء عن هوية المشتبه به أو الجهة المسؤولة.
ومن ناحية أخرى قد تكون المعلومات التي سمعتها صحيحة بالفعل، ولكن هذا لا يعني أنها لن تتغير، فمثلا عدد الضحايا قد يتغير من ساعة إلى أخرى.
العناوين في أحيان كثيرة لا تعكس المحتوى الداخلي للنص، فلا تتسرع وتشارك معلومات أو تنشرها بناءً فقط على ما قرأته في العنوان.
ومن الرائع عند مشاركة رابط لمقال ما، أن تقوم بمشاركة جزء من النص أيضًا، فهذا يعطي لمن يتابعك ولأصدقائك فكرة واضحة عن محتوى المقال.
خذ الأخبار من الجهات الموثوقة فقط، والتي تتحرى الدقة قبل نشر أي خبر. وإذا كنت غير متأكد من مدى صدق الجهة، قم بالبحث عن:
ومن المهم أن تبحث عن أي معلومة أو خبر ما في أكثر من مكان لتعرف مدى صحته.
لا توجد مؤسسة إعلامية خالية 100% من التحيز، لذلك قد لا تستطيع رؤية الحقيقة كاملة إذا حصرت متابعتك للأخبار على مصدر واحد فقط للمعلومات.
يجب عليك أن تأخذ المعلومة من أكثر من مكان للتأكد منها ومعرفة الآراء الأخرى المتعلقة بها، أما إذا اكتفيت بمتابعة الأخبار من الجهة التي تؤيدها فقط أو المنحاز إليها، ستفوت على نفسك معرفة حقائق أو وجهات نظر أخرى.
يمكنك معرفة إذا كان حدث ما مؤكدًا أم لا من خلال الكلمات في صياغة الخبر، سنعرض فيما يلي بعض هذه التعبيرات وما تعنيه تحديدا:
حاول أن تركز على قراءة الأخبار أكثر من الآراء، ومن الضروري أن تعرف الفرق بينهم لكي تتجنب خلطهم ببعض. يجب عليك أيضًا تحليل الآراء منطقيًا، وعدم الاندفاع وراءها بدون التمهل في التفكير.
قبل أن تنشر أو تعيد مشاركة معلومة ما على وسائل التواصل الاجتماعي، تأكد أنها صحيحة وغير ضارة أو مضللة.
ابحث عن مصدر موثوق وتابع النشرة البريدية الإخبارية التي يقوم بإنشائها كل فترة، وهذا سيعطيك ملخصًا عن أهم الأحداث التي وقعت، دون الحاجة إلى تصفح أخبار كثيرة أو البحث عنها باستمرار.
على الرغم من وجود بعض الممارسات غير المسؤولة أو الأخلاقية التي تصدر من بعض الصحفيين، فإن هذا ليس هو الأساس في مهنة الصحافة.
يعمل معظم الصحفيين جاهدين لإيصال الحقائق إليك، وفي بعض الأحيان يخاطرون بحياتهم من أجل كشف معلومات مهمة للمجتمع، فتذكر أنهم في صفك ولا تهاجمهم أو تخف منهم بدون وجود داعٍ حقيقي لذلك.
ولأن من المعروف أن زيادة استهلاك الأخبار تعني في معظم الأحيان زيادة القلق والتوتر، إليك بعض القواعد والنصائح التي تقلل من هذا التأثير السلبي:
يجب عليك تخصيص عدد دقائق محدد فقط لتصفح الأخبار، ولابد أن تلتزم به، فهذا سيساعدك في تقليل استهلاكك للأخبار على مدار اليوم. ومن الأفضل أن لا تشاهد الأخبار قبل النوم مباشرة، أو في الأوقات التي لست مستعدًا فيها أن تستقبل أية أخبار سيئة.
ومن المهم أيضًا أن تأخذ وقتًا للراحة بين الحين والآخر، تمتنع فيه تمامًا عن تصفح الأخبار أو مشاهدتها.
اختر بعناية مع من تتناقش ولا تدخل في جدالات تضيع بها وقتك ووقت من حولك، ويمكنك الاعتذار بلطف إذا حاول أحد أن يقحمك في نقاش لا تود أن تدخل فيه، فهذا من حقك.
وبدلًا من ذلك تحدث مع أشخاص على دراية واسعة بالأوضاع لأنهم سوف يمدونك بآراء ومعلومات تفيدك أو تُفتّح مداركك.
لا تركز فقط على معرفة الأخبار الحزينة أو السلبية، وحاول أن تبحث عن الأخبار الجيدة الإيجابية لأنها ستحسن من مزاجك وتحد من ازدياد قلقك.
الأحداث العنيفة الصاخبة من حولنا تشعر البعض بالعجز والحزن في بعض الأحيان، لكن حين يساهم المرء في أفعال صغيرة نافعة مثل (مساعدة الأهل والأصدقاء، التطوع، والتوعية بشأن الحفاظ على البيئة...إلخ)، يبدأ مجددا في الإحساس بالأمل في تغيير المشاكل التي يصعب حلها، ويوجّه نظره للجانب المشرق من الحياة.
لا تجبر نفسك على مشاهدة أي محتوى/ قناة/ شخص/ صفحة سواءً على وسائل التواصل الاجتماعي أو التلفزيون، يقوم بإزعاجك أو زيادة قلقك.
قم بتنظيف دوري لحساباتك وامتنع عن مشاهدة ما يؤثر على نفسيتك.
وللاطلاع على المصادر:
How to Be a Better News Consumer - Scientific American
The Breaking News Consumer's Handbook | On the Media | WNYC Studios
Being a Healthy News Consumer | Keiro
How to consume news during the coronavirus pandemic - Poynter
10 Better Ways to Consume News in 2020 | by Andrew Blotky | Medium
How to consume media so you know what’s really going on
6 Ways to Optimize Your News Intake So It Doesn't Detract From Your Business | Inc.com
Tips for When the News Stresses You Out - Foundry -
Topics that are related to this one