على الرغم من فقده البصر، إلا أنه كان يرى مستقبله الواعد ويسعى جاهداً إلى تحقيق هدفه، فحرمانه من الإبصار شدَّ من عزيمته بعد أن ألهمه الله البصيرة، آمن بقدراته وعمل على تنميتها آملاً فى تحقيق حلمه ليتوج مجهوده بالحصول على ميداليتين ذهبيتين، واثنتين من البرونز فى بطولة العالم الأخيرة لألعاب القوى البدنية للمكفوفين التى أقيمت فى الأقصر، نوفمبر الماضى.
محمد رمضان، 18 سنة، طالب بالمرحلة الثانوية بمدرسة النور بزيزينيا فى الإسكندرية، بدأ حياته الرياضية فى شهر مايو الماضى بعد دعوة أحد أعضاء الاتحاد المصرى لرفع الأثقال للمكفوفين لإعداده للمشاركة فى بطولة العالم لألعاب القوى البدنية للمكفوفين، ورغم تحمسه للدعوة إلا أنه واجه صعوبات كثيرة كادت أن تطيح بأحلامه، بسبب عدم توافر الإمكانيات لتأهيل اللاعبين، حيث اضطر إلى الالتحاق بمركز خاص للتدريبات الرياضية قبل البطولة، لتنمية مهاراته الرياضية قبل دخول الاختبارات، ثم سنحت له فرصة للالتحاق بنادٍ بمحافظة الإسماعيلية الذى وفر له كل احتياجاته إلا أن أعباء السفر أثقلت كاهله مادياً.
«على الرغم من تحقيقى ميداليتين ذهبيتين للناشئين فى منافسة البنش والمجموع، وميداليتين برونزيتين فى الفئة العمرية الأكبر، وزن 67 كيلو إلا أن التهميش لى ولزملائى فى المنتخب أضاع فرحة انتصارنا، فتقدير جهودنا يشجعنا على مواصلة الحلم لرفع اسم مصر عالياً»، واستنكر تجاهل المحافظ لتكريمه، فضلاً عن مدير المدرسة، وطالب المعنيين بتوفير مكان له فى أحد أندية الإسكندرية لمواصلة تدريباته والوصول إلى مراكز أخرى عالمية، واختتم معلقاً: «إحنا أحلامنا بسيطة بس ماحدش بيسمعنا، كفاية الناس اللى بتحاول تهدم أحلامنا وتسخر مننا، يا ريت الدولة تيجى فى صفنا».