"صاحب السعادة".. ممرض يستقبل الأطفال بالغناء: العلاج النفسي أهم

استطاع أن يكسر حاجز الرهبة، الذي يشعر به الأطفال  فور دخولهم بوابة المستشفى لتلقي العلاج، غير بطريقته الصورة النمطية المعروفة عن "الممرض والطبيب"، رائحة الحلوى التي يصحبها في حقيبته الصغيرة غطت على رائحة البنج المخيفة والألعاب والبلالين، كانت بديلا يدخل به على مرضاه من الأطفال عن أمبولات الحقن وعلب الأدوية، التي يمر بها أفراد طاقم التمريض لتوزيعها على غرف المستشفى.

"سفير السعادة" و"صاحب السعادة" لقبان اقترنا باسم إسلام شحتة، الممرض بمركز الطاهر الطبي في شبرا، أطلقه عليه زملاؤه في العمل لما يقوم به من محاولات لإسعاد المرضى من الأطفال وأهاليهم، يخفف عنهم معاناتهم النفسية ورهبة دخول المستشفى وتلقي العلاج، وحسب قوله، العلاج النفسي أهم بكتير من العلاج الجسماني.

بخلاف كل الأطفال الذين عادة ما ينفرون من المستشفيات ورائحتها، كان الأطفال الذين يباشر شحتة صاحب الـ25 عام تمريضهم، يفرحون برؤيته، وحسب حديثه لـ"الوطن": "بأخد الأطفال أجيبلهم بونبوني وعصير وبنفخ معاهم بلالين وبيفرحوا وينسوا الخوف والتعب أهاليهم كمان بيفرحوا ويطمنوا".

لا تقتصر مساعدات صاحب السعادة على الأطفال المرضى فقط، بل كان يقدم المساعدة المادية للأهالي إذا شعر باحتياجهم المادي لتخفيف نفقات العلاج عليهم، إلى جانب اختياره من جانب زملاءه في الأقسام الآخرى للجلوس مع الفتيات والشباب، الذين حاولوا الانتحار وفشلوا وجاءوا لتلقي العلاج: قائلا: "كنت بتكلم معاهم وأحاول أساعدهم نفسيا عشان خرجوا من حالة اليأس"، حسب تعبيره.

العزف بالكمان والرقص على الأغاني الشعبي مع الأطفال، وسيلة أخرى من وسائل البهجة، يتبعها الممرض الشاب مع المرضى الأطفال، وفي يوم اختار الرقص مع الطفلة نجوى التي تعاني من حروق مختلفة في جسدها بعد تعرض أنبوبة الغاز في منزلها للانفجار، موضحا: "لما عرفت إنها بتحب الرقص وبتعرف تغني استأذنت أهلها ورقصت معاها واتصورنا، حالتها كانت صعبة جدا وفرحت بعدها".