هنا كان يقف البارحة، هذا الرجل الخمسيني بلحيته الكثة وجلبابه العتيق الذي لم يستغن عنه حتى عند الظهور على شاشة التليفزيون، بينما ينتشر من حوله مجموعة من الشباب بينهم أبناؤه تتوزع اختصاصاتهم بين التنظيف والطبخ والتسوية وحشو السندوتشات.. إنه عز المنوفي، صاحب أشهر عربية كبدة في مصر.
يعود تاريخ العربة إلى عام 1976 عندما قرر الشيف عز المنوفي تدشين عربية كبدة لتعينه على أعباء المعيشة بعد رحلة طويلة في دول عربية وأوروبية عمل خلالها في الطهي وتعلم فنونه.
يعود تاريخ العربة إلى عام 1976 عندما قرر الشيف عز المنوفي تدشين عربية كبدة لتعينه على أعباء المعيشة بعد رحلة طويلة في دول عربية وأوروبية عمل خلالها في الطهي وتعلم فنونه.
اختفاء مفاجئ
المشهد بدا مساء أمس، الاثنين، شاحبا بعد اختفاء تلك الصورة، إثر حملة من حي الدقي أزالت عربية الكبدة الشهيرة، ولم تترك سوى الزبائن المترددين الذين تفاجأوا باختفاء عز وعربته.
"زعلان جدا.. ومعرفش إيه السبب، اتعودنا يوميا ناكل من هنا، واتفاجئنا النهاردة إنه مفيش عربية كبدة ومفيش أكل".. بهذه الكلمات يصف مصطفى محمد، أحد المترددين على المكان، حيث يشير إلى تفضيله الأكل من على عربية الكبدة يوميا بعد العودة من العمل مساءً.
طعم خاص ومذاق لذيذ
"سندوتشات المنوفي لها طعم خاص ومذاق لذيذ"، هكذا يجيب أبانوب سمير عن سر تفضيله المكوث مدة طويلة انتظارا لسندوتش الكبدة.
يضيف أبانوب: "الطماطم والخيار بالخلطة المقدمة مع السندوتشات حكاية"، والزحام هنا لا ينفك إلا مع انتهاء آخر سندوتش لدى عز المنوفي.
تصريح كشك
وبسؤاله عن ماهية المخالفات، قال إنه حاصل على تصريح كشك من الحي لكنه على أرض الواقع قام بالاستيلاء على الرصيف بصورة غريبة حتى اشتكى منه المارة نتيجة الإشغالات التي يسببها والاستيلاء على الطريق العام.
وأضاف أنه تم إنذار صاحب الكشك أكثر من مرة من قبل الحي لرفع المخالفات لكنه لم يستجب، مؤكدا أن الحي مستمر في شن الحملات على المخالفين لحين عودة الانضباط لجميع الشوارع.
زبائن عز لا يزالون في انتظاره، كثير منهم قالوا إنه يتوجب عليه العودة بعد الانتهاء من استخراج التراخيص اللازمة، أو حتى تغيير التصريح من كشك إلى محل.
والمتوقع لدى الجميع أن عز المنوفي لن يستغني عن زبائنه الذين قال عنهم قبل ذلك في لقاء تليفزيوني "بكسبهم بالحب"، كما أن عمله يحقق له مزيدا من الكسب الذي سيجبره على العودة مجددا.
