مسئول مالى كبير للوزيرة الحديدية: إنتى بتتكلمى عن مراتى وباحذرك أوعى تجيبى سيرتها
الوزراء سمعوا الخناقة والوزيرة العاقلة لم ترد
شكاوي الوزراء من غطرسة المسئول المالى
لم يتصور أحد من الموجودين فى قاعة مجلس الوزراء أن تجرى الأمور وتتطور بهذه السرعة، بعضهم وزراء وآخرون عاملون بمجلس الوزراء، جميعهم كانوا منهكين من أثر اجتماع طويل للمجموعة الوزارية الاقتصادية، وهو اجتماع يحضره كل وزراء المجموعة الاقتصادية وزيرة التخطيط د.هالة السعيد، ووزير المالية محمد معيط وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى الدكتورة سحر نصر وزير قطاع الأعمال هشام توفيق وزير الصناعة والتجارة عمرو نصار، ومحافظ البنك المركزى طارق عامر.
ويتم تناول الأوضاع الاقتصادية، وفى أغلب الأحيان يستعرض محافظ البنك المركزى المؤشرات المالية والنقدية، ويتناول كل وزير الملفات الأكثر أهمية ويتم تداول كل هذه الملفات فى الاجتماع الذى يستغرق ساعات، وكان الجميع يلملم أوراقه عندما باغت الواقعة للجميع.
مسئول مالى كبير نادى على إحدى الوزيرات وطلب منها أن يتحدثا على انفراد، فذهبت الوزيرة بحسن نية له فى جانب القاعة، وتصورت الوزيرة أن المسئول المالى يريد أن يستكمل مناقشة أحد الامور الاقتصادية التى كانت مطروحة عليهم فى الاجتماع، أو ربما تصورت الوزيرة أن المسئول المالى الكبير يريد خدمة منها ولم يرد أن يعرف أحد نوع الخدمة.
المهم ذهبت الوزيرة للمسئول الكبير وكان بقية الحضور على وشك المغادرة عندما تعالى صوت المسئول الكبير ليتوقف الجميع من الدهشة، فما حدث كان آخر ما يمكن توقعه فى قاعة مجلس الوزراء.
كان المسئول المالى يتكلم بصوت عال ومسموع وغاضب، ولم يكن فى الواقع داع لأن يطلب المسئول من الوزيرة لان يتحدثا جانبا، المسئول الغاضب قال للوزيرة: إنتى بتتكلمى عن مراتى كثير وبتقولى إنها فاشلة، وأنها مش بتفهم ولاتعرف حاجة، واضاف المسئول الغاضب لكرامة زوجته: أنا باحذرك أنا مش هاسكت.
وشلت المفاجأة الجميع بمن فيهم الوزيرة، ولكنها بحسب بعض الحضور تماسكت ولم ترد على المسئول إلا بجملة واحدة، فقد استدارت الوزيرة المحترمة وهى تقول له: أنا ماشية.
فزاد هدوءها وتماسكها من غضب المسئول المالى فقال لها باللغة الانجليزية (اذهبى الى الجحيم).
وبالطبع لم يغادر احد من الحضور وزراء وعاملين القاعة من هول المفاجأة، وتعددت التعليقات على الواقعة، ولكن كان هناك اتفاق بين الحضور على أن المسئول المالى اخطأ خطأ كبيرا على كل المستويات، فقد كان يجب طرح مثل هذا الموضوع الشخصى جدا بعيدا عن مجلس الوزراء، ولو كان المسئول غاضبا جدا لكرامة زوجته فقد كان أولى به أن ألا ينشر الموضوع على الملأ، وعلق وزير أن الوزيرة تعاملت برقى وعقل مع الموضوع، ولولا أنها استطاعت أن تتغلب على غضبها لتحول الامر الى خناقة أو فضيحة كبرى.
بعيدا عن فضيحة مجلس الوزراء فإن أغلب الوزراء يتبادلون الشكوى من اسلوب المسئول المالى الكبير، فهو دائم الشخط والنطر، ويردد فى كل مكان يذهب اليه انه يقيل الوزراء وانه لايرد له رأيا أو كلمة وانه اقوى من رئيس الحكومة نفسه، ويرفض المسئول المالى أن يأخذ برأى أى وزير ويعتبرهم جهلاء (ومش فاهين حاجة)، كما أنه يستخدم نفوذه لوقف مشروعات بعض الوزراء لمجرد غضبه منهم.