قرارات بالجملة وخطط لا تنتهى، تطلقها المحافظات وأحياؤها لحل المشكلات، يقف الأهالى حائلاً دون تنفيذها، فلا أذن تسمع ولا قلب يجيب، من هنا جاءت الفكرة بإشراكهم فى المسئولية وإقحامهم فى مسابقات ومبادرات ظاهرها التمدن ونشر الوعى، وباطنها الحل والحسم لجمع المخلفات وتزيين الشوارع والمبانى ورفع الإشغالات، فى صورة أشبه بالموضة التى انتشرت سريعاً، ويحاكيها المسئولون ويتفننون فى انتقاء مسمياتها وأهدافها.
مسابقة للقضاء على القمامة بالمحافظات خلال 3 أشهر، أطلقها مؤخراً اللواء محمود شعراوى وزير التنمية المحلية، بعد أن اجتمع مع رؤساء الأحياء والمراكز والمدن بالمحافظات، سبقتها مبادرة «الرصيف حق للمشاة»، التى أطلقها محافظ لرفع الإشغالات عن الأرصفة، واستعادة حق المواطن فيها، بخلاف مبادرة «سكتك خضرا»، التى أطلقتها المحافظة نفسها، لنشر ثقافة استخدام الدراجات والحفاظ على البيئة من التلوث، بالتعاون مع الدنمارك، وعدد من نوادى الروتارى والجمعيات الأهلية.
رئيس حى عابدين: تحمس المواطنين يساعدنا فى تنفيذ القرارات ورئيس حى مصر الجديدة: نجاح الإدارة يعتمد على المشاركة المجتمعية
«بيساعدونا فى تنفيذ القرارات، وبيحسوا أن مردودها عائد عليهم، فبيحاولوا ينجحوها»، هو سبب انتشار المسابقات والمبادرات، وإشراك المواطنين فى القرارات، حسب اللواء محمد أنيس، رئيس حى عابدين، موضحاً أن أهالى الحى تحمّسوا لمبادرتى «الرصيف» و«سكتك خضرا»، وجار التفكير فى إطلاق مسابقة للاهتمام بالحدائق: «لازم نهتم بميدان عابدين، وللأسف مهما بنقوم بتنظيفه فى الليل، الأهالى بيرجعوه لسابق عهده صباحاً، وبالتالى لازم مبادرة تحمّس الناس للمحافظة عليه».
يرفض «أنيس» اعتبار تلك الفعاليات بمثابة تقاعس عن أداء المسئولين لدورهم وتهرب من المسئولية: «مفيش مواطن هيشتغل لوحده، خاصة أن أدوات الإنتاج يمتلكها الحى، مثل عربات وأدوات رفع القمامة ووحدات الإضاءة والدهانات.. إلخ، أما المواطن فدوره ينصب على حث غيره، ومنعه من ارتكاب المخالفة، والحرص على إنجاح التجربة، فعلى سبيل المثال فى مبادرة الرصيف، نطالب المواطن بعدم وضع أى إشغالات على الرصيف، خاصة أصحاب المحال التجارية والأكشاك».
إحياء تراث مصر الجديدة، هو إحدى المبادرات التى أطلقها المهندس إبراهيم صابر، رئيس حى مصر الجديدة، بالتعاون مع جمعيات أهلية، بغرض الحفاظ على تراث الحى القديم، مثل المريلاند غرناطة.. وغيرها، ويراها الطريقة المثلى لحل المشكلات: «النجاح فى الإدارة المحلية يعتمد على مشاركة المجتمع المدنى، فلا يؤخد أى قرار فوقى، حتى فى ما يتعلق برصف الشوارع».
رؤية «صابر» نابعة من دراسة، حيث أعد رسالة الماجستير حول المشاركة المجتمعية: «لازم نسمع أولويات الناس، ونضعهم أمام مسئولياتهم، فالمواطن شريك فى الحى الذى يقطنه، وطبعاً قبل ذلك لازم الحى يبدأ بخطوة ويسوق للفكرة، ثم يترك العنان لابتكارات الناس، وإلا هنشتغل كلنا موظفين، ونقوم بأدوار روتينية لا تؤتى ثمارها».