سوق البلح على صفيح ساخن: «يا تشترى بلح.. يا تاكل عجوة» (فيتشر)

عبأوا الأجولة وعرضوا على الأرصفة وفى الساحات أنواعاً مختلفة من البلح والعجوة، متحدين الأسعار المرتفعة المنتشرة فى الأسواق، ولدى سلاسل المحال الشهيرة. مع بداية شهر شعبان، يزخر سوق البلح بمنطقة روض الفرج فى شبرا بما لذ وطاب، ويزحف إليه تجار من مختلف المحافظات لعرض منتجاتهم، كما يقبل عليه المواطنون للفوز بأنواع أفضل وأرخص من البلح. التجار يزحفون إلى روض الفرج من مختلف المحافظات و«السكوتى والبرتمودا والملكابى» الأكثر مبيعاً «السكوتى، البرتمودا، والملكابى»، هى بعض أنواع التى حملها محمد رضا، من محافظة سوهاج ليبيعها فى سوق البلح، متوقعاً أن تلقى رواجاً هذا الموسم: «أنا متفائل بالسوق السنة دى، رغم إن سعر البلح أغلى من سنين فاتت»، ويضحك قائلاً: «إن شاء الله هياخد حظ محمد صلاح فى الكورة». تتراوح أسعار البلح بين 12 و30 جنيهاً، حسب نوعه، وفقاً لـ«رضا»: «البلح أنواع كتير، فيه اللى بيكون حلو مع اللبن زى السكوتى، وميته بيبقى طعمها حلو فى النقع، والكيلو منه عامل 30 جنيه». لم تأتِ إيمان أحمد إلى سوق روض الفرج لبيع البلح كغيرها من التجار، إنما فضلت بيع العجوة هذا العام، فخبرتها فى السوق التى تمتد لعامين، كانت سبباً فى قرارها، حيث تشهد العجوة إقبالاً كبيراً من المواطنين مع اقتراب الموسم الرمضانى: «العجوة العلب فيها أنواع كتير وأسعارها بتختلف على حسب جودة التمر، بتبدأ من 18 جنيه وحتى 25 جنيه للكيلو الواحد». لم تكتف «إيمان» ببيع العجوة، فعرضت بعض أنواع الياميش بجوارها: «قراصيا، مشمشية، تينية، قمر الدين، لازم يكونوا جنب العجوة على سفرة رمضان، والأسعار ماختلفتش عن السنة اللى فاتت كتير، والسوق شغال مش واقف زى ما بيروج البعض». تتحدى «إيمان» الأسعار المبالغ فيها المنتشرة فى الأسواق: «لفة قمر الدين بابيعها بـ35 جنيه، القراصيا الكيلو منها بـ90 جنيه، والمشمشية الكيلو بـ90 جنيه، والزبيب بـ65 جنيه، وجوز الهند بـ65 جنيه.. كل زبون بييجى يشترى على قده، ونادر لما الزبون ييجى ياخد كيلو على بعضه، وبيفضلوا كيلو مشكل». خبرة محمد صابر فى سوق البلح تمتد لأكثر من 20 عاماً، لذلك كان له رأى مختلف عن سابقيه، فهو يشعر بالقلق من حركة البيع والشراء هذا العام: «زمان كان الناس بتشترى البلح بكميات كبيرة، وكنا بنستنى الموسم كل سنة، وبمرور الوقت وارتفاع الأسعار البيع قل. السنة اللى فاتت كانت الناس بتشترى بلح وقمر الدين وتمشى، وحاسس السنة دى الوضع هيسوء أو على الأقل هيتكرر». وبحسب «صابر» فإنه اكتفى ببيع البلح هذا العام، ولم يقم بشراء شحنات جديدة من المكسرات وتحديداً «الكاجو» و«الصنوبر» خوفاً من ركودها.