نص التحقيقات في حادث دهس ابن زوجة شيف شهير لـ عامل دليفري.. مفاجآت السرعة الجنونية وأقوال الشهود

حصلت «المصرى اليوم» على تفاصيل التحقيقات الأولية لـ نيابة الشيخ زايد، برئاسة المستشار إيهاب العوضى، بإشراف المستشار عمرو غراب، المحامى العام، المُجراة بواقعة دهس ابن زوجة شيف شهير لعامل دليفرى ما أدى إلى مصرعه، وأفادت النيابة بأن الشيف وابنه مثلا للتحقيق الآن.

حادث دهس عامل دليفري بسيارة ابن زوجة شيف شهير

وفق التحقيقات في القضية رقم 5268 لسنة 2024 جنح أول الشيخ زايد، فإنه بتاريخ 22 من نوفمبر الجاري، أجرت النيابة التحقيقات بشأن الحادث الذي أودى بحياة الشاب "ع.ف.م"، والبالغ من العمر 24 عامًا، سائق بإحدى شركات طلبات التوصيل.

السرعة الجنونية وشهادة الشهود

تلقت النيابة إخطارًا بوقوع حادث سير في شارع البستان أمام كمبوند الجزيرة، أسفر عن وفاة الشاب "ع.ف"، إثر اصطدام دراجته النارية بسيارة دفع رباعي من نوع «رانج روفر» بيضاء اللون.

تبين من المعاينة الأولية التي أجرتها النيابة وجود آثار اصطدام عنيف بين الدراجة النارية ماركة «بجاج بوكسر» السوداء اللون وبين السيارة المذكورة، وأن الدراجة كانت متضررة بشكل كبير في مقدمتها، بينما ظهرت آثار صدمة شديدة على مقدمة السيارة وجانبها الأيمن.

كما لاحظت النيابة وجود تجمع كبير من المواطنين في مكان الحادث، وأكد بعض الحاضرين أن قائد السيارة فر هاربًا عقب وقوع الحادث، تاركًا السيارة متعطلة على بعد حوالي 100 متر من موقع الاصطدام.

وجاء في شهادة الشاهد "ح.إ.إ" (41 سنة)، أمام النيابة، أنه أثناء قيادته سيارته على طريق البستان، لاحظ سيارة «رانج روفر» بيضاء اللون تسير بسرعة فائقة تتجاوز 160 كم/ساعة، وكانت أنوارها معتمة تمامًا. وأضاف أنه رأى السيارة تصطدم بالدراجة النارية بعد أن حاول قائد الدراجة تغيير الحارة المرورية بهدوء، ونتيجة الاصطدام دهست السيارة الدراجة أسفل عجلاتها، وأُطيح بجسد قائد الدراجة بعيدًا، مما أدى إلى وفاته على الفور.

وأردف الشاهد أنه لاحق السيارة إلى أن توقفت بسبب عطل فني، حيث نزل قائد السيارة، ومعه راكب آخر كان يناديه باسم «م»، وأفاد الشاهد بأن قائد السيارة بدا مرتبكًا للغاية، بينما أكد «م»، قائد السيارة، أن زوج والدته سيصل لحل المشكلة، وبعد فترة قصيرة حضر شخص يعرفه الشاهد كشخصية إعلامية شهيرة، وهو الشيف الشهير، وحاول الأخير استدعاء ونش لنقل السيارة، إلا أن المواطنين الحاضرين منعوه من ذلك، وانصرف كل من الشيف وقائد السيارة ومن كان معه قبل وصول الشرطة.

شهادة شقيق المتوفى، "ع.ف" (35 سنة)، جاء بها أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا من أحد الشهود يُخبره بوفاة شقيقه في حادث سير، وأضاف أنه فور وصوله إلى مستشفى الشيخ زايد التخصصي، تعرف على جثمان شقيقه داخل ثلاجة الموتى، وعند ذهابه لتحرير محضر بالحادث، رأى الدراجة النارية الخاصة بشقيقه والسيارة المتسببة في الحادث داخل قسم الشرطة.

الشيف الشهير يدلي بأقواله

ووفق النيابة، تم استدعاء مالك السيارة لسماع أقواله، حيث أفاد الشيف الشهير بأن السيارة مملوكة له، ولكنه لم يكن يقودها وقت الحادث، وأن نجل زوجته- الذي يُدعى «م»، هو الذي كان يقودها بصحبة أحد أصدقائه، وقال الشيف إنه حضر لمكان الحادث بناءً على اتصال من نجل زوجته لكنه انصرف سريعًا خوفًا من اعتداء المواطنين عليه.

قرارات النيابة وتحقيقات مستمرة

كلفت النيابة وحدة المباحث بالتحري عن الحادث لتحديد هوية قائد السيارة بدقة، ومعرفة كافة الملابسات المتعلقة بوقوع الحادث، إذ جرى فحص السيارة والدراجة النارية من قبل خبير فني، حيث أُرفق تقرير أولي يشير إلى تلفيات كبيرة في نظام الفرامل بالسيارة، فضلًا عن تلف في مقدمة الدراجة نتيجة الاصطدام.

أمرت النيابة بتفريغ محتوى الكاميرات المثبتة في محيط الواقعة، وخاصة كاميرات المحال التجارية والكمبوند القريب من مكان الحادث، لمعرفة التفاصيل الدقيقة للحادث، كما أُمر بندب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الظاهري على جثمان المتوفى، وبيان عما إذا كانت هناك شبهة جنائية وراء الوفاة، وفي حال عدم وجود شبهة جنائية، أُذن بدفن الجثمان.

اتهامات بالسرعة والإهمال

تشير التحقيقات الأولية إلى وجود إهمال جسيم من قائد السيارة، نتيجة السرعة الجنونية التي كان يقود بها السيارة. كما أثبتت أقوال الشهود أن قائد السيارة هرب من مكان الحادث دون محاولة إسعاف الضحية، وهو ما يُعد مخالفة صريحة للقانون.

وعليه قررت النيابة أيضًا استمرار التحفظ على السيارة والدراجة النارية في جراج القسم، وسرعة الانتهاء من تحريات المباحث حول الواقعة، واستدعاء قائد السيارة، لسماع أقواله بشأن الواقعة، مع اتخاذ اللازم قانونيًا لضمان مثوله أمام النيابة، إلى جانب إعداد تقرير فني شامل من قبل خبير المركبات حول حالة السيارة والدراجة النارية وقت وقوع الحادث، إلى جانب اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضد المسؤول عن الحادث.

قام فريق "أخبار ميتر" بوضع علامة تمويه على وجه المجني عليه، وإزالة أسماء المتهم والمجني عليه والشهود، والاكتفاء بالأحرف الأولى منهم، كما قمنا بإزالة أرقام السيارة والموتوسيكل احترامًا لخصوصيتهم.