يا بابا أنا عايزة أطلع دكتورة، هاتلى بالطو أبيض والنبى.
هكذا تفعل غالبية الفتيات عقب تخطى مرحلة "البامبرز"، والدخول فى مرحلة اختيار الملابس، لكن أن تمتد تلك المرحلة إلى ما بعد ذلك، فهذا أمر يحتاج إلى تدخل علاجى عاجل.
الخوف على السيدة فاطمة ناعوت، الشهيرة بـ"فاطمة يهود" يدفعنا إلى مخاطبة الجهات المسئولة بشكل عاجل، للتدخل الجراحى أو العلاجى أو الوقائى الفورى، لمساعدتها فى تلك المحنة، فهى "يا ولداه" لم تستوعب بعد خطورة كشف أغراضها الدنيئة بالتقرب إلى متطرفى إسرائيل، ومغازلتهم طمعًا فى جائزة هنا أو ترجمة هناك، وسعت بشكل عاجل من أجل ترميم وجهها أو علاج تشوهاتها الفكرية، فابتكرت تكريمًا زائفًا باسم "الأمم المتحدة"، وأسمت نفسها "سفيرة"، لتكشف أنها ما زالت فى مرحلة الطفولة المبكرة، فعلى ما يبدو كانت "ناعوت" تحلم بلقب سفيرة وهى صغيرة، لكنها فشلت فى تحقيقه، ولما كبرت وصار لها شعر تذهب به إلى الكوافير، وتأتى به إلى الجنوب مرة وإلى الشمال مرة، وظهرت على شاشات التليفزيون مرة، فكرت ودبرت وتحايلت وفبركت لنفسها لقب سفيرة من منظمة مجهولة توهم الناس بأنها تابعة للأمم المتحدة، فى حين أنها أقرب ما تكون إلى "الغمم المتحدة".
أغلب الظن أن الكاتبة الشاعرة الروائية المهندسة المفكرة المذكرة الفهامة فاطمة ناعوت، لم تجد شيئًا لتدافع به عن نفسها حينما كشفنا مغازلتها لإسرائيل على حساب بلدها، متهمة مصر بأنها ارتكبت جريمة حرب فى حق مواطنيها اليهود، هى جريمة التهجير القسرى، فأرادت أن تدارى على فضيحتها على طريقة "هوبا هوبا.. غلوش غلوش"، ولذلك اخترعت هذا التكريم واخترعت هذا اللقب فى حين أنها تعلم تمامًا أن تلك المنظمة لا تمت بصلة للأمم المتحدة، ولا تنتمى إلى المنظمة الدولية الكبيرة، وليس من حقها منح لقب سفير أو غفير أو حتى سواق حمير إلى أحد، رغم أن "ناعوت" قد يليق بها أحد هذه الألقاب.
على ما يبدو أيضًا أن "ناعوت" كانت تحلم بأن تكون امرأة أو جميلة مثل السفيرة عزيزة مثلاً، وربما كانت تحلم بلقب مثل "السفيرة عزيزة" وربما كتبت على إحدى كراساتها اسمها بالخط "التخين" مسبوقًا بلقب سفيرة، بعد أن غيرت فى بنية الاسم لتتناسب مع الاسم المبتغى، فكتبت "السفيرة ناعوتة"، ثم تغنت بهذا الاسم كثيرًا، وأرادت أن تحققه فى الواقع، لكن الواقع خذلها للأسف فذهبت إلى منظمة خلفية تناسب خلفيتها الوهمية تمامًا لتوهم الناس بأنها أصبحت سفيرة، وهى فى ذلك مثل الغراب الذى حاول أن يصبح طاووسًا فوضع ريش الطاووس على ظهره وتقرب إلى الطاووس وحينما بدأت الطواويس فى الغناء حاول الغراب أن يجاريهم وللأسف "نعق" الغراب ولم يغن فاكتشفوا أنه غراب من النعيق أو "الناعوق".