«إحنا بنموت كل يوم، بسبب نظرات الناس لينا، نفسنا حد يحس بينا ويخفف عنا اللى إحنا فيه، لا عارفين نشتغل، وأغلبنا مش بيصرف معاشه، بنتهان يومياً فى وسائل المواصلات وفى الشارع».. بهذه الكلمات لخصت مجموعة من «الأقزام» المعاناة التى تعيشها هذه الفئة من المصريين، بسبب التهميش والإهمال.
يحلمون بحياة كريمة، مثل أى مواطن، لكنهم غير قادرين على تحقيق ذلك الحلم البسيط، ورغم تزايد أعدادهم، نظراً لعوامل وراثية، أو اختلالات جينية «طفرة»، فإنهم ما زالوا يعانون الأمرين، فلا يكاد يخرج أحدهم إلى الشارع، حيث العالم الفسيح، حتى ترمقهم نظرات المارة بسخرية واحتقار، واصفين إياهم بكلمات مهينة منها «يا قصير يا قُزعة»، مما دفع الكثيرين منهم إلى عدم الرغبة فى استكمال تعليمهم، أو نيل قسط منه، أو حبس أنفسهم بين أربعة جدران، بعيداً عن نظرات هذا أو ذاك.
«الوطن» قررت فتح ملف «الأقزام»، بعد أن ظل لسنوات طويلة عبئاً ثقيلاً، يخشى كثير من المسئولين الاقتراب منه، إلا مؤخراً، نستعرض خلال هذا الملف أسباب الإصابة بمرض «التقزم»، وإلى أى مدى نجحت عمليات «تطويل الأوتار» فى حل هذه المشكلة، التى يعانى منها آلاف المصريين.