عقب ثورة الـ 30 من يونيو عام 2013، وما تبعها من عزل محمد مرسي، في الثالث من يوليو من ذات العام، اتخذت جماعة الإخوان الإرهابية من منطقة رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة، مقرًا للاعتصام للضغط على إرادة الشعب، للعدول عن قرار عزل رئيسهم، بعد الاحتجاج على فترة توليه مقاليد الحكم، وإنهاء السيطرة على الإخوانية، لجأت الجماعة الإرهابية للضغط على الشارع المصري بتنظيم العشرات من المظاهرات الإخوانية الغاشمة التي كانت لا تحمل سوى العنف والدم، تحولت مشاهد العنف لجميع مناطق الجمهورية والتي راح ضحيتها العديد من أبناء الشعب المصري على يد جماعة الإخوان المسلمين، فضًلا عن قيام جماعة الإخوان الإرهابية والتهديد بتنفيذ العمليات الإرهابية.
* 47 يوم عذاب في رابعة والنهضة
47 يومًا كانت هي الأصعب على قاطني منطقة مدينة نصر بسبب استيلاء الإخوان على المنطقة بعدما حول أفراد الجماعة الحي الراقي لمنطقة عشوائية وانتشار القمامة في جميع أرجاء المنطقة، وقيامهم بفرض السيطرة على السكان واستخدام منازلهم عنوة لدخول دورات المياه وتعطل المصالح الحكومية بالمنطقة.
في فجر الرابع من أغسطس في عام 2013 وبعد مرور 47 يومًا على إقامة اعتصام رابعة، صدر القرار بفض الاعتصام وعلى الفور تحركت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بالتعاون مع الجيش، حاول رجال من الجيش والشرطة خروج المعتصمين بشكل أمن لكن قيادات الإخوان لهم رأى أخر وبادروا في إطلاق الأعيرة النارية على رجال الشرطة والجيش، استخدمت الجماعة الإخوانية جميع انواع السلاح ضد رجال الأمن، ما أسفر عن مقتل 615 شخصًا، بحسب لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الرئيس السابق عدلي منصور، نجحت الأجهزة الأمنية في القبض على عدد من قيادات الإخوان وتقديمهم للمحاكمة.
وفي أغسطس 2015، قررت النيابة إحالة المتهمين للمحاكمة ووجهت لهم تهم ارتكاب جرائم "التجمهر واستعراض القوة والقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد والإتلاف العمدى وحيازة مواد في حكم المفرقعات وأسلحة نارية بدون ترخيص، وضمت قائمة المتهمين في القضية عددًا من كبار قيادات الجماعة من بينهم، عصام العريان، ومحمد البلتاجي، وباسم عودة، وعبدالرحمن البر، وصفوت حجازي، وأسامة ياسين، ووجدي غنيم، وعاصم عبدالماجد، وعصام سلطان، إضافة إلى طارق الزمر، استمرت جلسات المحاكمة وما شهدته من أحداث ما يقرب من 3 سنوات، وقررت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة، اليوم السبت، إحالة كل من عصام العريان ومحمد البلتاجى وعاصم عبد الماجد وصفوت حجازي وأسامة ياسين ووجدي غنيم وأحمد عارف وعمرو زكى و٦٥ آخرين، إلى فضيلة مفتى الجمهورية، فى اتهامهم بـ"فض اعتصام رابعة، وصدر الحكم برئاسة المستشار حسن فريد وعضوية المستشارين وفتحي الرويني وخالد حماد، وسكرتارية ممدوح عبد الرشيد ووليد رشا.
ودفعت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة، بالتنسيق مع قطاعي الأمن العام والأمن المركزي، بتعزيزات أمنية مشددة، بمحيط معهد أمناء الشرطة بطرة، قبل النطق بالحكم على مرشد جماعة الإخوان الإرهابية محمد بديع وآخرين في القضية المعروفة إعلاميًا باسم "فض رابعة"، ونشرت الأجهزة الأمنية عددًا من قوات الأمن المركزي بالطرق المؤدية للمعهد، وأمام البوابات، تحسبًا لوقوع أي أعمال شغب عقب الحكم على المتهمين.