خبراء عن الأمطار الغزيرة التي ضربت البلاد مؤخرا: البنية التحتية في مصر غير مؤهلة.. وظروفها الطبيعية لا تسمح بالاستغلال الأمثل (ريبورتاج)

ضياء القوصي: البنية التحتية في مصر لا يمكنها التعامل مع الأمطار شراكي: ظروف مصر الطبيعية لا تسمح باستغلال مياه الأمطار خبير مائي: البنية الأساسية في مصر غير مؤهلة للأمطار الغزيرة شهدت مصر قبل أيام موجة كبيرة من الأمطار، الأمر الذي أدى إلى حدوث أزمات كبيرة شهدتها مدن ومحافظات البلاد، خصوصا في القاهرة الجديدة التي وصل ارتفاع الأمطار في الشوارع إلى مستويات غير مسبوقة نظرًا لضعف البنية التحتية التي لم تستوعب هذه الكمية الكبيرة من الأمطار. السطور التالية تحمل تفسير خبراء الري والموارد المائية عن كيفية الاستغلال الامثل لهذه الظاهرة من الامطار الغزيرة وكيفية تلافي اضرارها والاستفادة منها في الزراعة والري والشرب. في هذا السياق قال الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الري السابق وخبير التغيرات المناخية، إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها مصر مؤخرا بلغت ذروتها في منطقة القاهرة الجديدة، والتي لا يوجد بها شبكات لصرف مياه الأمطار، الأمر الذي أعاق استغلالها الصحيح في الزراعة والري فيما بعد؛ إذ إن البنية التحتية في مصر غير مؤهلة للتعامل مع الأمطار بالشكل الأمثل. وأوضح "القوصي" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن منطقة القاهرة الجديدة، والتي كان لها النصيب الأكبر من مياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها مصر مؤخرا، لا يوجد بها إلا شبكات صرف صحي والتي لم تستوعب كل هذا الكم الكبير من الأمطار مما أدى إلى تفاقم الأزمة بها، مشيرا إلى أن عدم وجود شبكات لصرف مياه الأمطار هو الأمر الذي أعاق استغلال مياه الامطار واستخدامها في الري والزراعة. وذكر أن توفير شبكات صرف مياه الأمطار، يحتاج ميزانية كبيرة لتنفيذها وتطبيقها في جميع المحافظات، والتي لا تستطيع الدولة تحملها هذه الفترة، مؤكدا أن سقوط الأمطار والسيول ظاهرة يمكن أن تتكرر على فترات متقاربة في السنوات المقبلة. من جانبه قال الدكتور عباس شراكي، رئيس قسم الموارد الطبيعية بمعهد البحوث والدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إن ظروف مصر الطبيعية لا تسمح بإمكانية استغلال مياه الأمطار والاستفادة منها بالطريقة المثلي، ذلك لأن الأراضي بمصر مسطحة لا يمكنها تجميع مياه الامطار الساقطة حتي الغزير منها، لافتا إلي أن كمية الأمطار،التي شهدتها البلاد مؤخرا تبلغ بحسب وزارة الري 50 مليون متر مكعب وهو نصيب متواضع جدا بالنسبة لدول العالم. وأوضح "شراكي" في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن نصيب مصر من الأمطار متواضع جدا حيث إنها تعد من دول النطاق الصحراوي شديدة الجفاف علي مستوي العالم ، وتعتبر ايضا ومعها السودان دولة زراعية بالري وذلك لانها تعتمد علي مياه الري وليس الأمطار في الزراعة بنسبة 99% عكس معظم الدول الأفريقية التي تعتمد علي الزراعة المطرية بنسبة 97%. وأضاف الخبير المائي، أن الدول التي تستطيع الاستفادة من مياه الأمطار بالطريقة المثلي هي الدول التي تسقط فيها الأمطار عدة شهور في السنة وبكميات غزيرة. وفي سياق متصل أكد الدكتور أحمد دياب، الخبير المائي بالأمم المتحدة، أن البنية الأساسية في مصر غير مؤهلة لاستقبال كميات غزيرة من مياه الأمطار، مما يتطلب اتخاذ الاحتياطات مستقبلا لاستيعاب كميات الأمطار المفاجئة، مشيرا إلى ضرورة تغيير الخامات المستخدمة في أعمال الإنشاءات الحديثة وإعادة تقييم البنية الأساسية بما يتوافق مع المتغيرات المناخية. وقال "دياب" في تصريحات لـ "صدى البلد"، إن مصر يجب أن يكون لديها خطط طموحة للاستفادة من مياه الأمطار استفادة مثلى بما يصب في الصالح العام، لافتا إلى أن مصر كانت دولة شبه جافة لكن التغيرات المناخية أدت إلى حدوث حالات سقوط مطري مفاجئ. وطالب الخبير المائي، بالعمل على تحسين شبكات الصرف للاستفادة من مياه الأمطار وتخزينها لاستغلالها في الزراعة والري أو في الشرب.