الإمام الشافعى.. مولد وصاحبه «مغلق للصيانة» (فيتشر)

على بُعد أمتار من ضريحه، تظهر الأنوار بألوانها المختلفة، فى إشارة إلى مولد صاحب الضريح، الذى يقع فى مسجد باسمه فى حى الخليفة، وعلى بُعد خطوات من مسجد الإمام الشافعى كانت بعض مراجيح الأطفال تنتظر بعضهم للعب، وسيدة تجلس لبيع الحمص والحلويات، وشادر يضم عدداً من الرجال، لكن مظاهر الاحتفال بلا مولد، فالمقام والمسجد مغلقان للصيانة والتطوير. تجلس «نعمة محمود» على باب المسجد، الذى تنتشر حوله الموانع الحديدية، التابعة لإحدى الشركات المختصة بالمعمار وتطويره، ومن حولها بعض السيدات قدمن لزيارة الإمام الشافعى فى مولده، ورغم أن المسجد مغلق والمقام كذلك، فإنها تعتبر حضورها أمراً واجباً للحصول على البركة: «ما كانش ينفع ماجيش، بقف هنا أقرأ آيتين وأروّح». تحكى السيدة ذات الـ50 عاماً، التى تسكن على بُعد خطوات من المسجد: «كل سكان الإمام بيحبوا زيارته، ولما عرفنا إنهم هيطوّروا الجامع اتبسطنا، ومش هيبقى فيه مولد زى كل مرة بس على الأقل نزور من بعيد». أعمال ترميم قبة الإمام الشافعى تقع تحت إشراف وزارة الآثار، بتمويل من صندوق السفراء الأمريكى، ويتضمن الترميم، المبانى المصنوعة من الطوب، والقبة الخشبية، والزخارف الخشبية والرخام، وترميم الشروخ وهبوط الأرضيات، ورغم أن الأعمال تقع فى المسجد والقبة، فإن المحيطين به رفضوا أن يمر العام عليهم دون أن يحتفلوا. «فروع نور فى المكان، وزيّنا مدخل الجامع، وفى الآخر اللى حابب ييجى يقرأ الفاتحة من بعيد ويمشى يبقى خد البركة واللى ما جاش عادى»، قالها محمد إبراهيم أحد رواد المسجد وسكان المنطقة، ليقاطعه أحد أفراد الأمن التابع للشركة المشرفة على الترميم: «السكان هنا بتحب الإمام بصورة غريبة، ورغم التجديدات قالوا مش هيعدى المولد كده وخلاص». على باب المقام المغلق يطلب أحد العمال من الزوار قراءة «الفاتحة» من بعيد ثم الانصراف، ويشير لهم إلى مكان للصلاة كان قديماً مصلى السيدات فقط.