خبراء التعليم عن استخدام التابلت بالثانوية: تهريج وفشل (ريبورتاج)

أعلنت وزارة التربية والتعليم رسميًا باستخدام "التابلت" لجميع طلاب الثانوية العامة، بداية من شهر سبتمبر المقبل، وقد لاقى القرار معارضة واسعة من خبراء التعليم فى مصر، حيث يرى بعضهم أنه غير مناسب للطلاب بنسبة كبيرة خاصة وأن استخدامه يأتى من مرحلة الثانوية، والطلاب فى المراحل الأولية للتعليم لا يملكون أى فكر عن استخدامه. وكان البنك الدولي وافق على منح مصر 2 مليار دولار مقابل التطوير، وستدفع لها 500 مليون دولار كدفعة أولى تدفعها الدولة على خمس سنوات، فور إصدار القرار. وسبق أن ألغى هذا القرار قد فشل في الكويت، بسبب عدد السكان الكبير، فكيف سيكون تطبيقه في ظل ارتفاع عدد السكان بمصر. يقول الدكتور عبدالله سرور رئيس نقابة علماء مصر تحت التأسيس، إن هذا القرار فاشل مليون فى المية لأن الطالب سيتفاجأ باستخدامه عند مرحلة الثانوية وفى جميع مراحله التعليمية السابقة كلن يعتمد على كتاب الوزارة أو الكتب الخارجية، وعلى الدولة مراجعة القرار حتى لا تكون سببًا فى إهدر كل هذه الأموال لمجرد تجربة نسبة فشلها تعلو على نجاحها. ويشير سرور، إلى أن الوزارة متناقضة ومتضادة فى تسليم الطلاب التابلت لأنها ستمنح له أيضًا كتاب الوزارة وبنك المعلومات والكتب الخارجية فأين التجديد الذى سيحصل عليه الطالب وأين الفائدة من وراء استخدامه. وأعرب رئيس نقابة العلماء، عن استيائه من إستخدام التابلت فى الثانوية العامة معللًا إستيائه بقوله "والله ده تهريج وفشل"، متسائلًا كيف تتخذ الوزارة هذا القرار دون الرجوع إلى العلماء والخبراء فى مجال التعليم حتى يطلعوهم على ما يفيد الطلاب وما ينقصهم، وأن مشكلة التعليم فى مصر ليست فى شكله بل فى جذوره وبنيته التحتية. ونوه رئيس النقابة، إلى أن الطالب لا يحتاج إلى "التابلت" قدر إحتياجه إلى التطوير وأن التابلت لا يساعده على أى تطوير، خصوصًا وأنه يمتلك كتاب الوزارة على التابلت وبنك المعلومات والكثير من ذلك الحشو الذى لا يفيده فى أى شئ بمستقبله. ويوضح الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالى الأسبق، أن نمط التعليم لا يعلم الطالب التفكير سواء استخدم التابلت أو الكتاب ولم يطور من شخصه فهو فشل، وأن نظام التعليم فى مصر هى المشكلة وليس نمطه فعلينا معالجة البنية التحتية للتعليم بعدها نفكر فى أدوات تطويره. وتعجب وزير التعليم العالي الأسبق من قرار الوزارة بقوله لا أجد فائدة فى التعليم بالتابلت، متسائلًا هل ذلك سيفيد الطالب ويجعله يعرف كيف يفكر مثلًا. ويرى عيسى، إن إستخدام التابلت فى الإمتحان يعتبر نظام غش وخداع للطلاب حتى وأن استطاعوا التحكم فى التابلت فهناك طلاب مبرمجين قادرين على إختراق تلك الأنظمة وعلى الدولة التراجع عن تلك الخطوة. وينصح وزير التعليم العالى، الدولة فى حال إستخدام التابلت أن يكون عليه محتوى فكرى كبير من مكاتبات علمية ومراجع كبيرة يستند إليها الطلاب فى تثقيف أنفسهم وتنمية مهاراتهم، وأتمنى الأ يكون الأمر مقتصر على "الاستعراض والشو"، بحسب تعبيره. وكانت ألغت الكويت العمل بـ"التابلت" فى المدارس الكويتية بعد شهرين فقط بعد ما رأت عدم تحقيق الهدف المنشود منه، وأبلغ مديري المدارس المعلمين بإيقاف العمل بجهاز التابلت بعدما تبين لهم ان استخدامه من قبل الطلبة لا يتماشى مع ما هو مطلوب منهم فضلا عن ان بعض المدارس لا يوجد بها "انترنت". وكشفت وزارة التعليم هناك، أن هناك الكثير من الطلبة غادروا الى بلدانهم واستقروا هناك ولم يسترجعوا التابلت الذي يعتبرعهدة لديهم إضافة الى ان بعض الطلبة لم يحضروا التابلت معهم الى المدرسة منذ العام الماضي.