روحها طفولية ممزوجة بعقل ناضج ومتزن، هادئة الطباع تحمل بداخلها أخلاقا ومبادئ طيبة، لديها طموح وإصرار على النجاح، فتاة لم تكمل العقد الثاني من عمرها ولكنها استطاعت أن تتعلم وترسم ملامح مستقبلها.
ميادة صادق تلك الصبية التي نشأت بمنطقة اسطبل عنتر المعروفة بتسرب أطفالها من التعليم، لم تكن ترغب في الالتحاق بالمدرسة بعد محاولتها الدراسة بأولى سنوات طفولتها، فتركتها وظلت تلهو مع الأطفال بالشارع، حتى عادت له مرة أخرى بعد إنشاء مدرسة "أحلام إسطبل عنتر" تلك المدرسة المجتمعية بالمنطقة، وارتمت في أحضانها الدافئة بعد أن غمرها إحساس العائلة والجو الأسري والألفة بالمدرسة.
عاشت ميادة عشر سنوات بالمدرسة حتى اصبح لديها ذوق عال مختلف عن أقرانها ممن تعلموا خارج مدرسة احلام إسطبل عنتر أو ممن لم يتلقوا التعليم نهائي، فتعلمت فن تشكيل الفخار والخزف، والكروشيه والجلد والإكسسوارات بجانب صناعة الشمع بمختلف اشكاله والوانه المبهجة.
تمكنت ميادة أن تغزل السجاد اليدوي بمنتهى الحرفية حتى باتت المدرسة تعتمد عليها في غزل سجادة بمفردها دون الحاجة لمن يوجهها او يراقبها، وذلك سمة من سمات المدرسة التي لديها ورشة للسجاد بالتعاون مع احد المصانع الكبرى فتعلم الأطفال كيفية غزله حتى يتقنوه.
تركت "أحلام إسطبل عنتر" أثر جميل في نفسها يتجسد في تعاملها وما تقوم به للمحيطين بها فتشكل الهدايا اليدوية الجذابة لأصدقائها وأقاربها والتي تلقى إعجاب كل من يراها، موضحة ذلك قائلة:"بقيت بعمل كل حاجة بإيدي عملت لاخواتي واصدقائي هدايا قيمة من وحدات اضاءة بالخزف وملابس كروشيه ومفارش وكمان سجادة، وبشجع اختى الصغيرة تلتحق بمدرسة اسطبل عنتر لما لها من تاثير تعليمي وحياتي مختلف عن باقي المدارس".
لم تنقطع علاقتها بالمدرسة بعد انتهاء فترة تعليمها الابتدائية بها ظلت تتردد عليها بعد مواعيد مدرستها الاعدادي والثانوي وتعمل بورشة السجاد بمقابل مادي، وتتأنس بمعلماتها وتساعد الطلاب الصغار.
"أنا اتعلمت إن يبقى ليا هدف واسعى إليه وأفيد نفسي واللي حواليا ولا أيأس أبدا، خلصت الابتدائي هنا وكملت الإعدادي ودلوقتي أنا في ثانوي هخلص وأكمل كلية تجارة إن شاء الله" هكذا قالت ميادة.
ووعدتها مديرة المدرسة بأن تعمل بها بعد الانتهاء من دراستها الجامعية، ما جعل لميادة هدف النجاح لتتمكن من إضفاء كل ما تعلمته بالمدرسة من خبرات تعليمية وحرفية وحتى الحياتية لأجيال جديدة.
منحها الله تعالى عذوبة الصوت فكانت كثيرا ما تُدندن أغاني سيد درويش والشيخ إمام وغيرها من أغاني زمن الفن الأصيل، مما مَكنها من المشاركة في العديد من الحفلات والعروض الغنائية التابعة للمدرسة.
تحلم ميادة بأن تتدرب على أيدي محترفين من ملحنين وغيرهم حتى تقوي موهبتها وتتعلم المقامات والغناء بشكل صحيح، وبأداء سلس بسيط، وأنهت ميادة كلامها بأغنية للشيخ إمام وتتر مسلسل خاتم سليمان.
موضوعات ذات صلة
شاهد..مدرسة "أحلام إسطبل عنتر".. مؤسسة تحارب الأمية والبطالة والمرض
"أحلام اسطبل عنتر".. أنامل صغيرة تتراقص على النسيج
Our detailed review
Does the author refer to the source when quoting or paraphrasing?
أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
Does the author differentiate between his\her own comments and the presented news?
خلط بين الرأي والمحتوىبل دمجه في صياغة ونسج تفاصيل سرد القصة عن ميادة صادق
Does the author refer to the source of the images used in the article clearly?
نسب الصور لمصدرهاتصوير دينا الباسوسي:
Did the editor refer to the sources of the information used in the article?
ذكر مصدر المعلومات
Do the sources used in the article convey the same opinion or different opinions?
جهة واحدة((ميادة صادق))
Are the sources up-to-date and relevant to the story?
حديثة ومناسبة
Is the visual content suitable for the story?
مناسبميادة صادق
Does the headline express the contents of the article?
يعبر عن المحتوى
Is the headline clear and unbiased?
واضح
Is there any insult, defamation or slandering for individuals or groups in the article?
المحتوى خال من أي (إهانة /أو تشويه /أو تشهير) بحق فرد أو مجموعة
Is there a violation of privacy in the article?
ليس هناك أي انتهاك لخصوصية الأفراد
Is there any hate speech in the article?
المحتوى خال من خطاب كراهية
Is there any discrimination or/and stereotyping against individuals or groups in the article?