أصحاب أرض مشروع إسكان «مرصد حلوان»: ننتظر توصيل المرافق منذ 25 عاماً (ريبورتاج)

لى أمل قيام محافظة القاهرة بتوصيل المرافق لمشروع الإسكان الاجتماعى وقِطَع الأراضى المخصصة للجمعية التعاونية للإسكان والتعمير، غرب الأوتوستراد بمرصد حلوان، تعيش 750 أسرة، منذ ما يقرب من 25 عاماً، جميعهم سددوا كل المستحقات المطلوبة من ثمن الأرض، بالإضافة إلى مبلغ مالى لتوصيل المرافق الخارجية للأرض، يختلف من قطعة إلى أخرى على حسب المساحة، بناء على طلب من المحافظة، التى خصصت الأراضى بالقرار رقم 81 لسنة 1990، ورغم تلك المدة الطويلة لم يلتزم «الحى» بتوصيل المرافق الخارجية، فضلاً عن عدم استخراج تراخيص البناء. تقول مادلين نادر، 39 سنة، أحد ورثة «نادر مشرقى»، صاحب قطعة رقم 45 بمشروع التقسيم غرب الأوتوستراد، ومساحتها 165 متراً مربعاً: «إحنا من سنة 1989 ووالدى بيقدم فى الورق علشان ياخد الأرض، ولما قبلوا الورق، دفع 3200 جنيه، وتانى يوم مات، الجمعية بعتت مندوبين قالوا لنا: إحنا عارفين إن والدكم اتوفى بس إحنا عايزين القسط لو سمحتم». وتابعت «مادلين» أنه فى عام 2010، طلبت المحافظة دفع مبلغ مالى لتوصيل المرافق: «قالوا لنا: لو ما دفعتوش فلوس المرافق، الأرض هنسحبها، رُحت دفعت 10 آلاف جنيه»، وتؤكد «مادلين» أنهم قاموا بإرسال شكاوى إلى أكثر من جهة دون استجابة لمطالبهم. «وليد»: «إحنا أصحاب الأرض».. و«مصطفى»: «كنت فاكر محدش هيضحك عليّا».. و«مادلين»: «والدى بيقدم ورق من 1989 علشان الأرض ولما اتقبل مات» أما مصطفى أبوهرجة، 72 سنة، أحد أعضاء جمعية العاملين بالشركة المصرية لتجارة الجملة، فيقول: «أنا بِعت نصف فدان أرض زراعية فى بلدنا، علشان أدفع أقساط الأرض»، مشيراً إلى أن كثيراً من أقاربه نصحوه بعدم الشراء، وجاء رده عليهم: «أنا هشترى من الحكومة يعنى محدش هيضحك عليّا وكل حاجة هتتعمل بسهولة»، معبراً عن خوفه على بناته، بقوله: «أنا بقالى 12 سنة معاش، ومعايا بنات لو متّ هيعملوا إيه، ويروحوا فين؟». لم يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لـ«وليد وهيب» 51 سنة، أحد أصحاب الأراضى، الذى بدأ حديثه بنبرة غضب، موضحاً أنه تمت إقامة شارع يربط المشروع بمدينة حلوان، بناء على طلب من المحافظة، وتم تسليمه إليها، معبراً عن استيائه لما يحدث معهم، بقوله: «الحى بيماطل، والمحافظة مش عايزة تدّينا الترخيص علشان نبنى». وأضاف «وهيب» أنه فوجئ بقرار من المحافظة يطلب من المخالفين وواضعى اليد على أرض الدولة التقدم لتقنين أوضاعهم، معبراً عن غضبه، بالقول: «يعنى إحنا أصحاب أرض ودافعين فلوس ومش عارفين ناخدها، والحكومة هتملّك أصحاب النفوذ وإحنا لأ، أُمال فين العدل؟»، وأشار «وهيب» إلى أنه يسعى للحصول على الأرض، أو بديل عنها: «الأرض عليها مشاكل، خلاص يدونا بديل عنها، إنما نفضل كده، ده يرضى مين؟». ويحكى إبراهيم عشماوى، رئيس جمعية إسكان العاملين بالشركة المصرية لتجارة الجملة، إحدى الجمعيات المتضررة من عدم توصيل المرافق، أن صديقه المتوفى «عبدالحميد سالم» مرض قبل وفاته، وطلب مقابلته: «عبدالحميد كان شغال بمرتب 36 جنيه فى الشهر فى الوقت ده، وكان بيدفع الأقساط بطلوع الروح، ويوم ما جاله مرض السرطان، بَعَت لى علشان أروح له، وقال لى: ولادى فى رقبتك، تديهم الأرض اللى دفعت عمرى أسدد فيها، علشان يعيشوا مرتاحين، وأنا مش بنام بسبب الموضوع ده»، معبراً عن غضبه، بقوله: «إحنا اشترينا من الحكومة، مش من شركة خاصة علشان نقول اتنصب علينا، إحنا محدش فينا فاهم حاجة». من جانبه، أكد اللواء أسامة النحاس، رئيس حى حلوان، أنه جارٍ دراسة المشكلة فى مكتب نائب محافظ القاهرة بالمنطقة الجنوبية.