فى أقصى جنوب مصر، تشتهر محافظة أسوان بزراعة أشجار "الدوم" والذى يعد أقوى مشروب لعلاج أمراض ضغط الدم، بالإضافة إلى فوائده الصحية الأخرى، ولذا يحرص المصريون الزائرون لأسوان خلال أجازة نصف العام الدراسى لاقتناء كمية من هذا المشروب الطبيعى الفعال.
"اليوم السابع" رصد رحلة حصاد محصول الدوم فى أسوان، بداية قطعه من أشجاره المنتشرة فى الغالب على ضفاف النيل، وصولاً إلى منافذ بيعه فى محلات العطارة والأسواق بالمدينة السياحية جنوب مصر.
قرية الكوبانية أرض الدوم
انتقلنا إلى قرية الكوبانية، تبعد نحو 15 كيلو متراً شمال مدينة أسوان بالضفة الغربية لنهر النيل، وهناك تنتشر أشجار الدوم، وهى قريبة الشبهة من "النخيل" يبلغ ارتفاعها ما يزيد عن 6 أمتار ويصل أحياناً إلى 30 متراً، وثمارها تكون معلقة بالأعلى بالشبه تماماً كالنخيل، إلا أن الثمرة الواحدة كبيرة الحجم عن التمرة.
تحدث عبد الحميد أبو زيد، مزارع وتاجر دوم بقرية الكوبانية بأسوان، عن الدوم الأسوانى لـ"اليوم السابع"، قائلاً: الدوم من المحاصيل التى تتميز بها أسوان عن غيرها من المحافظات الأخرى، والدوم مفيد جداً لصحة الجسم ومن أكثر فوائده هى علاج ضغط الدم، كفائدة طبيعية غير مخلوطة بمواد كيماوية أو دوائية، بالإضافة إلى علاج أمراض المعدة والقولون وغير ذلك.
وصف أشجار الدوم وثماره
وأضاف المزارع الأسوانى، أن أشجار الدوم يتم زراعتها فى أسوان عن طريق البذور الخاصة به، ولا تحتاج إلى كثرة المياه ولكن تعتمد على جذورها الممتدة تحت الأرض، وبعد فترة يكبر ويتم قطع النبات الذكر منه ويبقى على الشجرة المثمرة، ويبدأ حصاده مع دخول فصل الصيف، بداية من شهر مايو ويمتد حتى أغسطس، لأنه مرتبط بدرجات الحرارة المرتفعة فى الجنوب، وأشجار الدوم تطرح فى الموسم مرتين إلا أن الثمرة تأخذ وقتاً طويلاً حتى تطيب على الشجر.
يوم الحصاد
جلس المزارع عبد الحميد، تحت الظل ليرتاح قليلاً من حرارة الشمس المرتفعة فى أسوان، حتى يقوم بعدها لاستكمال الحصاد بمساعدة شخصين آخرين معه، وهما يحضران الأجولة ذات اللون الأخضر لجمع المحصول فيها.
وتابع عبد الحميد أبو زيد، حديثه قائلاً: يتم قطع ثمرة الدوم من الشجر باستخدام آلة حادة تسمى "المنجل"، ويتولى صعود الشجرة المرتفعة أحد الأشخاص البارعين فى ذلك الأمر لخطورته، ويتقاضى العامل فى الحصاد مبلغ 30 جنيهاً عن "الشيكارة" الواحدة، مضيفاً أنه يتم فرش الأجولة الزرقاء تحت أشجار النخيل لاستقبال المحصول المتساقط من الأشجار، وذلك بعد التأكد من أن الثمرة طابت وجاهزة للقطع.
أسعار محصول الدوم
وأشار إلى أن هناك طريقة أخرى للحصاد، وهى قطع ثمرة الدوم "طرية" ثم يتم تجفيفها تحت الشمس لأيام، وبعدها يتم تعبئته فى الأجولة، و"الشيكارة" الواحدة تحتوى على 700 حبة دومة تقريباً، ويتم بيعها لمحلات العطارة بسعر 350 جنيهاً تقريباً، وبعضهم يستخدم بذور الدوم فى صناعة "الحلى" و"العقد" وتباع للأجانب السائحين خلال زيارتهم لأسوان.
محلات العطارة مكان بيع الدوم
أحمد فوزى، بائع فى محلات العطارة بأسوان، أضاف أنهم يستقبلون كميات الدوم من المزارعين ثم يتم وضعها فى آلات طحن الدوم، وتطحن على درجات منها البودرة ومنها تحول إلى قطع صغيرة، حسب رغبة المشترى، ويمكن وضع 10 أو 15 كيلو جرام من الدوم بالمطحنة فى المرة الواحدة.
وأوضح "فوزى"، أن الدوم يأتى إليهم من مزارعى مركز أسوان من قرى الكوبانية وغرب أسوان وأبوالريش، بعد أن يتم حصاده هناك فى "قرم" الدوم وهى أراضى زراعته، مشيراً إلى أنه يباع للمواطنين بسعر 40 جنيهاً للكيلو وهذا هو النوع البلدى الذى تشتهر به أسوان، وهناك دوم يتم زراعته فى السودان إلا أن مذاقه "مر" نوعاً ما ويحتاج إلى إضافة بعض السكر فى حالة استخدامه كمشروب عصير، ولكن الدوم البلدى لا يحتاج إلى إضافة سكر أو مكونات أخرى.
وأكد بائع العطارة الأسوانية، أن أبرز فوائد الدوم هو علاج سريع لتعديل ضغط الدم، فإذا كان الضغط مرتفع أو منخفض فهو يعدله للأنسب، ويتميز عن الكركديه وغيره من المشروبات الأخرى فى سرعة نتائج تعديله لضغط الدم، لذا يحرص الزائرون للسياحة فى أسوان على شراء كميات منه "مطحون" للعصير، أو قطع "مكسر" لتناولها مباشرة، وله العديد من الفوائد الصحية الأخرى للجسم.
لمشاهدة الصور الواردة في التحقيق، برجاء الاطلاع على الموقع الأصلي: