تجاوز عمره 80 عامًا، أصيب بمرض بعد خروجه على المعاش، أدى إلى فقدانه الصوت، بعد أن كان صوته يهز أرجاء المدرسة الابتدائية التي كان يعمل فيها بدائرة مركز المراغة شمال محافظة سوهاج، وأثناء فترة مرضه قرر أن يخط القرآن الكريم بيده في مصحفٍ مكتوب بالكامل بخط اليد مستخدمًا في ذلك "قلم جاف".
بخط يده وبقلمٍ جاف.. مُسن يكتب القرآن الكريم كاملًا في 12 شهرًا بسوهاج
عم رشدي مع مراسل الموقع
الحاج (محمد رشدى محمود) عمل معلمًا للغة العربية بمدرسة المراغة الابتدائية، حتى خرج للمعاش وهو مدير بمدرسة نجع الحسك بالمراغة، أصيب منذ عدة سنوات بمرض السرطان في حنجرته، أدى إلى فقدانه الصوت بشكلٍ كامل.
عم رشدي مع مراسل الموقع
وخلال فترة مرضه التي بدأت في عام 2019 ورحلة علاجه التي استمرت حتى اليوم، قضى فتراتٍ عصيبة من عمره، أعقبها بكتابة القرآن الكريم كاملًا بخط يده في مدة عام، حتى انتهى منه في شهر رمضان الماضي.
عم رشدي مع مراسل الموقع
يقول نجله (أحمد) إن بداية فكرة كتابة والده للقرآن الكريم بخط يديه كانت باقتراح أبنائه عليه، وطلبهم منه أن يكتب سورة الكهف لهم لقرائتها وتوزيعها على أقاربهم؛ نظرًا لحُسن خط والدهم، مشيرًا إلى أن والده يهوى الخط واللغة العربية وكتابتها بالتشكيل، قائلًا: "الموضوع بدأ مع والدي بكتابة سورة الكهف، وبعدها طلب مننا نجيبله ورق عشان يكتب عليه، ووالدي كان من هواة اللغة العربية والخط والتشكيل".
عم رشدي
ويضيف نجله أن والده أجرى عملية قلب مفتوح وتغيير 3 شرايين، ثم أصيب بعدها بمرض سرطان الأحبال الصوتية وتم استئصال الورم وشفائه ووقتها قرر كتابة سورة الكهف فقط بخط اليد، إلا أن والده قرر بعدها كتابة المصحف كاملًا، واستغرق معه عام كامل وكان يقوم يوميًا بكتابة الآيات ومراجعتها مع الشيخ شعبان محمد على محفظ القرآن الكريم وشقيقه بهجت محمود الخطيب واللذان كانا يقومان بمراجعة الآيات والتشكيل والتدقيق جيدًا فيها.
عم رشدي
وعن السر وراء كتابة القرآن الكريم كاملًا بخط يده، قال نجله (احمد) إن والده ابتغى من وراء هذا العمل وجه الله تعالى، وكانت وسيلة استطاع من خلالها التغلب على مرضه وعلى فترة العلاج وقتها، مشيرًا إلى أن والده أوصى بجعل المصحف داخل المنزل بعد وفاته.
عم رشدي
مراسل الموقع يحمل المصحف في يده
صاغ المحرر قصة إنسانية بدون الوقوع في أي أخطاء مهنية.
الصورة منسوبة لموقع القاهرة 24 لأنها مع مراسل الموقع.