السكان يتهمون مسئولي جهاز القاهرة الجديدة بإهمال المشروع وغياب الرقابة والمتابعة
شروخ وتصدعات بالطرق والمشايات والسلالم وتدهور كامل لأعمال الزراعة
الجهاز: ننفذ عملية رفع كفاءة شاملة لمختلف المواقع تحت إشراف "بحوث الإسكان"
لم يكد يمر عام على تسليم وتسكين وحدات مشروع دار مصر الأندلس بالقاهرة الجديدة حتى فوجئ السكان بتدهورخدمات مرافق هذا المشروع السكني الكبير، فما بين تدهور حالة اللاند سكيب والطرق والزراعات زاد الأمر سوءًا وجود تسريب مياه أسفل عدد من العمارات الأمر الذي أدى إلى حدوث قلق وتخوف واستياء شديد لدى غالبية سكان المشروع البكر الذي لم يمر على تسليمه أكثر من عام، في المقابل هناك نموذجًا مشرفًا للمشروع في مدينة الشروق؛ حيث تحققت في هذا المشروع كل متطلبات السكن الراقي الذي يليق بالمواطن المصري؛ بينما غابت هذه الصورة في مشروع القاهرة الجديدة.
سكان المشروع بدورهم قاموا بإرسال عشرات الشكاوى لمختلف الجهات المختصة، بداية من جهاز مدينة القاهرة الجديدة وهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والنيابة الإدارية والشكاوى الحكومية لمجلس الوزراء مؤكدين أن هناك تجاهل وغياب تام من قبل مسئولى جهاز القاهرة الجديدة.
بدوره أكد جهاز مدينة القاهرة الجديدة أنه يقدر استياء سكان مشروع دار مصر الأندلس، وأن هناك عدة إجراءات مختلفة اتخذها الجهاز لمواجهة سوء الحالة التى ظهر بها المشروع منها إجراءات عقابية لعدد من المسئولين وكذلك إجراءات فنية وتنفيذية لمعالجة الوضع الحالى للمشروع.
وقال المهندس أمين غنيم رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة أنه تم طرح عملية كاملة على عدد من الشركات لرفع كفاءة المشروع بالكامل؛ حيث تتضمن العملية معالجة شاملة لمختلف الجوانب والأجزاء التى حدثت لها شروخ أو تصدعات.
وأشار إلى أنه تمت مخاطبة مركز بحوث البناء والإسكان للإشراف الكامل على أعمال رفع الكفاءة كما تم تكليف رئيس جهاز التجمع الثالث ومدير الطرق للإشراف ومتابعة مختلف مراحل تنفيذ أعمال الصيانة ورفع الكفاءة.
من جانبها استجابت "بوابة الأهرام" لنداءات المئات من سكان مشروع دار مصر الأندلس لنقل معاناتهم وشكواهم مؤكدين أن هناك مماطلة كبيرة وغياب وتجاهل تام للجهاز.
وأشاروا إلى أن جهاز مدينة القاهرة الجديدة وعدهم بإنهاء عملية رفع الكفاءة وإعادة الشيء لأصله وفقًا للمواصفات القياسية خلال 3 شهور فقط فى حين أنه انقضى ما يقرب من عام كامل ولم تبدأ الشركة المنفذة لأعمال رفع الكفاءة حتى الآن.
وكشف حسام الجبالى أحد سكان المشروع خلال حديثة مع "بوابة الأهرام" عن انهيار البنية التحتية للمشروع على رأسها مرافق مياه الشرب والصرف الصحى، مؤكدا أن الجهاز نفذ شبكة رى معالجة لرى الزراعات ولم يتم تشغيلها حتى الآن لتهالكها وعدم اكتمالها، بالإضافة إلى عدم علم مسئولى المرافق بمسار شبكة الرى ويتم الاعتماد فى رى الزراعات على مياه الشرب.
وأشار إلى الانقطاعات المتتالية لمياه الشرب بالمشروع نتيجة تهالك محابس المياه وردائتها وعدم وجود خبرة لدى العمال والفنينين بقطاع الصيانة فضلا عن عدم توافر المواد المستخدمة قى أعمال الصيانة.
وأضاف "الجبالى" أن هناك تسريب مياه أسفل عدد من العمارات، مؤكدًا فشل الجهاز فى معالجة هذا التسريب على مدار الشهور الماضية وحتى الآن، الأمر الذى أدى إلى تسرب مياه الصرف على الزراعات ونتج عنه روائح كريهة، بالإضافة إلى تخوفات السكان أصحاب هذة العمارات من تأثير تسريب المياه على سلامة المبانى.
وقالت الحاجة أنوار فى حديثها مع "بوابة الأهرام" إنه كان لديها تفاؤل كبير فى بداية السكن والإقامة بالمشروع، لكن سرعان ما اختفى تفاؤلها نتيجة عدم المتابعة من الجهاز مستنكرة التجاهل الكبير للجهاز تجاه هذا المشروع الذى يعد من المشروعات القومية.
وأضافت أن جميع الزراعات التى تمت زراعتها فى بداية تنفيذ وتسليم المشروع إنهارت بالكامل نتيجة عدم المتابعة والصيانة واعتماد الجهاز على أفراد ليست لديهم أية خبرة فى مجال تشغيل وإدارة أعمال الزراعة.
وكشفت إيمان أحمد عن سوء وتدهور جميع الطرق والمشايات والسلالم داخل المشروع نتيجة تنفيذها بشكل عشوائى وغير مطابق للمواصفات، مشيرة إلى أن جميع المشايات حدث لها شروخ وتشققات وأصبحت لاتصلح حاليًا للاستخدام، مؤكدة أن هناك وعودًا من الجهاز بإعادة صيانة ورفع كفاءة جميع هذه الطرق والمشايات وحوائط "الكيستون" وفقًا للمواصفات القياسية المصرية.
وأشارت حنان علي فى حديثها إلى تدنى الخدمة المقدمة من شركة الإدارة وتأخرها وتباطؤها عن عمليات الصيانة، بالإضافة إلى رداءة الخامات المستخدمة فى الصيانة على رأسها خامات الكهرباء والسباكة.
وأستنكر مبارك محسوب تجاهل الجهاز صيانة ومتابعة المصاعد بمختلف العمارات وعدم توافر البطاريات بمختلف المصاعد، مشيرًا إلى تكرار حوداث تعطلها وتوقفها نتيجة عدم المتابعة وتوفير قطع الغيار الخاصة بها.
وأضاف أن اللجنة المشكلة من قبل الجهاز منذ عدة شهور والمكلفة بمتابعة أعمال المصاعد ورفع تقرير دوري بحالتها لم تبدأ عملها حتى الآن.
وقال وليد سعيد إن هناك رفضًا تامًا من قبل السكان لاتجاه الجهاز لتحويل جميع مساحات ومناطق اللاند سكيب إلى هارد سكيب مطالبًا الجهاز بضرورة إيجاد حلول عملية وجذرية للتربة وعدم الاستسهال - على حد قوله - بتحويل المساحات إلى هارد سكيب متسائلا: هل تمت دراسة تنفيذ أعمال الصرف المثقب قبل تنفيذه وهل سيكون هو الحل لمواجهة ومعالجة التربة الطفلية.
وٌقال أنه ّإذا تم تنفيذ شبكة رى متكاملة وبشكل جيد ووفقًا للمواصفات والكود المصرى لن نحتاج إلى صرف مثقب أو غيره من الحلول المؤقتة.
وطالبت نهى سراج بالمعالجة السريعة والفورية للعمارات التى حدثت بها شروخ وتصدعات، مشيرة إلى أن هذا الأمر سبب لعدد كبير من السكان تخوفات، خاصة أن جميعهم عانوا الأمرين فى الحصول على هذا المسكن.
واستنكر حسن أبو حجر عدم اكتمال جميع الخدمات بالمشروع السكني، مشيرًا إلى أن كراسة الشروط تضمنت توفير شقة فى مجتمع عمرانى متكامل الخدمات من مساجد وكنائس وأسواق ومدارس ووحدات صحية فى حين أنه لم يتم إنشاء أو تنفيذ أية خدمة من الخدمات التى كانت موجود فى كراسة الشروط.
كمال طالب أبو حجر بإعادة أرض النادى الاجتماعى الذى كان موجودًا ضمن المخطط العام للموقع، مشيرا إلى أن هيئة المجتمعات العمرانية قامت بتغيير نشاط أرض النادى الاجتماعى وتحويلها لنشاط استثمارى لبيعها بما يخالف اللوائح والقوانين.
يأتى ذلك فيما أكد السكان أنهم رفعوا مختلف مشاكلهم فى عدد من المذكرات الرسمية لجهاز مدينة القاهرة الجديدة وجهاز التجميع الثالث؛ حيث تضمنت مطالبهم بالمذكرة، صيانة جميع برايز الري والشرب الرئيسية أمام كل عمارة ومحابس ربط مياه الشرب الرئيسيه وصيانه برايز مياه رى الزراعه والتأكد من صلاحية شبكه مياه رى الزراعة وتوصيل خط المياه المعالجه بها.
وشملت المذكرة إيجاد حل عاجل للفصل الكامل للمياه عن المشروع بحثي لايتم قطع المياه بشكل كامل عن جميع السكان فى حالة صيانة محبس مياه أمام عمارة أو تصليح كسر واستكمال صيانة محابس وحنفيات الحريق.
وتضمنت المذكرة إيجاد حلول عاجلة ونهائية لتسريب المياه أمام بعض العمارات والطفح المتكرر للبلاعات ووضع جدول زمني للانتهاء من أعمال اللاند سكيب، من خلال برنامج زمني يتم إعلانه كما يحدث فى مختلف المشروعات.
وشملت المذكرة سرعة استكمال السور الفاصل مع مشروع النخيل السكنى مع مراعاة تشطيبه مثل باقى مشروعات دار مصر بمختلف المدن.
لمشاهد الصور الواردة في التقرير ومقطع الفيديو، برجاء الاطلاع على الموقع الأصلي: