بملامح مصرية أصيلة ووجه لا تغيب عنه الضحكة الطيبة، تقف «أم مجدى» مزارعة في الإسكندرية داخل أرضها التي تكتسي بالقطن المصري طويل التيلة، تحمل على يدها اليمنى طفلة صغيرة «حفيدتها» وبيدها اليسرى تقطف القطن من زرعته، في مشهد عكس قيمة المزارعات المصريات الأصيلات، حيث «يد تربي وأخرى تجني المحصول».
المشهد الذي تجلى في حصد محصول القطن بمنطقة الصاعدة غرب الإسكندرية، هو انعكاس للسيدات المصريات اللواتي حملن مشقة تربية أبنائهن بل وأحفادهن وما زلن مستمرات في العمل الزراعي مهما مر الزمن، لتصبح تلك السيدة أحد النماذج المشرفة في اليوم العالمي للمرأة الريفية 2022.
المرأة الريفية جدة لـ9 أحفاد
السيدة الستينية «أم مجدي» تعد أمًا لـ3 رجال وجدة لـ9 حفيدات، يعملون جميعهم في زراعة أرضهم بالقطن صيفًا ومحاصيل أخرى شتاء، حيث اعتادت على هذا العمل الشاق لقرابة نصف قرن: «اتولدت لقيت نفسي في الأرض واتعلمت واتعودت على زراعة القطن، وبقالي من 40 لـ50 سنة متعودة على زراعة القطن وعايشين من خيره».
على الرغم من كبر سنها وحملها لحفيدتها بيد واجتذاب أخرى باليد الثانية، إلا أنها تتجول بين الزرع بخفة وانسيابية يصعب على غيرها، كونها اعتادت ذلك، وتقول لـ«الوطن»، إنها ربت أبناءها من خير القطن المصري الذي يعد أهم محاصيل السنة بالنسبة لهم، لافتة إلى أن العام الماضي كان خيره كثيرًا ورزقه مباركًا.
آمال المرأة الريفية في محصول القطن
تحيط بـ«أم مجدي» بعض المخاوف هذا العام من تغيير صنف زراعة القطن من «جيزة 86» إلى «جيزة 97»، حيث إن المزارعين يملكهم الخوف من التغيير في ظل استمرارية عملية الحصاد حاليًا دون الانتهاء منها بعد والوقوف على نتائجها: «مديرو الزراعة قالوا لنا الإنتاجية هتزيد الضعف وأدينا بنحصد».
وتعد أمانيها في اليوم العالمي للمرأة الريفية 2022 أن يزيد الله في إنتاجية المحصول: «منتظرين الخير بإذن الله لأن المفروض إنتاجية الصنف الجديد عالية ونضجها أسرع وطويل التيلة يعني قيمته تزيد على القديم».
لمشاهدة الصور، الرجاء الضغط على الرابط الأصلي للخبر: