كان العالم كله مترقبا، ينتظر تصريحا من مسؤول هنا، أو تسريبات من مصادر مطلعة هناك. الجميع كان يريد معرفة ما حصل للصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي دخل قنصلية بلاده في اسطنبول ولم يخرج منها.
على مدار 3 أسابيع كانت الصحف التركية والعالمية تنقل عن مصادر مجهولة، معلومات عما حدث للرجل. يهمنا في هذا المقال أن نتناول الأدوات التي استخدمها الصحفيون للبحث عن معلومات جديدة من مصادر مفتوحة وعلانية، بخلاف المصادر الرسمية.
من الأدوار الملقاة على عاتق الصحفيين أن يصلوا بأنفسهم للمعلومات التي لم يقلها أي شخصٍ بعد، فليس عليه أن يكون مجرد بوق يردد تصريحات المسؤولين، بل يستوثق بنفسه من دقة المعلومات الواردة إليه، ويبحث عن معلومات من مصادر أخرى، لإثراء تفاصيل القصة التي ينتظرها القارئ.
الصحف تتأكد من مناصب المتهمين
نشرت الصحف التركية صورا للمتهمين الـ 15، وقالت إن من بينهم مسؤولين أمنيين. بعد حصولهم من مصادر قريبة من التحقيقات على أسماء وصور هذه الشخصيات، بحثت الصحف عن تفاصيل أكثر عن هؤلاء.
جزء من المعلومات التي وصلت إليها الصحافة كان عبر طريق وسائل التواصل الاجتماعي، مثل التطبيق العربي MenoM3ay ، وتويتر. تقرير بي بي سي رصد لبعض هذه التفاصيل.
ونشرت واشنطون بوست صور جوازات سفر لـ 7 متهمين، والتي كانت جوازت خاصة أو دبلوماسية.
أيضا نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية صورا لأحد المتهمين يرافق ولي العهد في أكثر من رحلة خارج المملكة، وهو ما عزز الاعتقاد بأن المتهمين ربما ارتبكوا الجريمة بأوامر من شخص ما في الرياض.
وتعرف أيضا كيف ذهبوا لتركيا وعادو منها
عندما ظهرت معلومات من مصادر قريبة من التحقيقات، تفيد بأن المتهمون الخمسة عشر، جاء لتركيا على متن طائرات خاصة، في نفس يوم الحادثة، وعادوا بنفس الطائرتين بعد ساعات قليلة، ولكن عبر مسارات مختلفة.
استخدمت صحيفة الجارديان المعلومات المتوفرة التي كانت تقول إن الطائرتين المستأجرتين تحملان الرموز " HZ-SK1 و HZ-SK2".
من خلال مواقع مفتوحة تظهر حركة الملاحة الجوية، تأكدت الصحيفة من توقف الطائرتين أثناء رحلة العودة في بلدين مختلفين، ربما بهدف التمويه، إحداهما توقفت في القاهرة والأخرى في دبي، قبل عودتها إلى الرياض.
وتقوم بتنقية الأخبار من المصادر المجهولة
صحيفة Sabah التركية نشرت توقعات عن تسجيل جمال خاشقجي للواقعة عبر ساعة آبل، وأرسلها لجواله الذي كان بحوزة خطيبته في الخارج.
ظلت هذه المعلومات تتردد بقوة لعدة ساعات، حتى بحثت صحف أخرى عن إمكانيات الساعة، وتأكدت انها لا يمكنها التسجيل، وأن المساحة التي يمكن للساعة أن تتصل فيها بالهاتف، أقل من المسافة التي كانت بين جمال داخل القنصلية، وهاتفه.
في النهاية اعترفت السعودية بمقتل جمال خاشقجي داخل قنصليتها بعد 18 يوما من الواقعة، وكانت المعلومات التي توصلت إليها صحيحة بنسبة كبيرة، وحظيت تلك الوسائل بمتابعة كبيرة من الجمهور.
Topics that are related to this one