ترامب وقمع الصحافة... فى العالم كله!

pages.topic.publishedAt : 09/05/2017  pages.topic.updatedAt: 09/05/2017 

بعد مدة ليست بقصيرة تصل إلى أكثر من 100 يوم منذ توليه للرئاسة في أواخر فبراير الماضي، يُستشهد بدونالد ترامب كرئيس نظام سياسى ديمقراطى فى ظاهره، تحوّل إلى ديكتاتوري يضع القيود على الحقوق والحريات، يُمارِس المسئولون فى رحابته كل ما يحلو لهم من قمع الصحافة وحرية التعبير!


 ولم تعد سياسات ترامب مؤثرة فى الإعلام الأمريكى فحسب، بل انتشرت كاحمى لتصيب باقى الدول بالعدوى، خصوصاً الديكتاتورية عن بكرة أبيها، فإذا ما ارتأى رؤساء أكبر الديكتاتوريات إن رئيس أكبر بلد "حر" فى العالم يُضيق الخناق على وسائل الإعلام، كيف لهم أن يتصرفوا؟! حتى إن المتحدث باسم مجلس الوزراء الكمبودى "فاي سيفان" قد تعهد بـ"سحق" الكيانات الإعلامية التي تعرض "السلام والأمن" فى المملكة إلى خطر، منادياً جميع الوكالات الصحفية الاجنبية بفرض رقابة ذاتية على صحفييها وإلا قام بإغلاقها، وبرر تهديده بالإشارة إلى ما قام به ترامب، بمنع وطرد عدد من وسائل الإعلام المشهورة من مؤتمر صحفي للبيت الأبيض في يناير.


ونقلت صحيفة "بنوم بنه" عن "سيفان" قوله بـ  "إن حظر دونالد ترامب لعمالقة الإعلام الدولي يرسل رسالة واضحة مفادها ان الرئيس ترامب يرى إن الأخبار التى تنشرها هذه المؤسسات الإعلامية لا تعكس الوضع بنزاهة ومهنية، ولا تنقل الحقيقة، ولذلك يجب أن تُمَارَس حرية التعبير في نطاق القانون وأن تأخذ في الاعتبار المصالح الوطنية والسلام، فقرار الرئيس ترامب لا يمس نهايةً بالديمقراطية أو بحرية التعبير".


يأتي ذلك في أعقاب موجة جديدة من انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها كمبوديا بما في ذلك قتل صحفي بارز وناقد للسياسات الحكومية، كيم لي، وقانون جديد يهدف إلى تفكيك أحزاب المعارضة في الفترة السابقة للانتخابات المحلية والوطنية، وتوضح مثل هذه كيف يمكن استخدام الخطاب المتهور والأفعال النرجسية للرئيس ترامب من قبل الأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء العالم لتبرير انتهاكات حقوق الإنسان.


كانت الولايات المتحدة الأمريكية مصدر الحريات وأكبر دولة حاضنة للديمقراطية في العالم، هل يمكن أن تكون في وقت قريب الدولة التي يتم الاحتذاء بها في نقض هذه المبادئ؟ ويبدو أنه سيكون من الضروري تقييم اتجاهاتها ومبادئها المتعلقة بحرية التعبير، بل إن أول من أدرك هذا هم الأمريكيون أنفسهم، وهو ما دفعهم للقيام بعدد من التظاهرات التي اجتاحت الشارع الأمريكي بعد إعلان تولي ترامب الرئاسة، ومن الواضح إن الرئيس الأمريكي مازال يخفي في جعبته سياسات أكثر سوء، لم توضحها المئة الأولى من حكمه، مازال هناك الكثير الذي سيظهر في القريب العاجل.


المصدر: https://www.theguardian.com/media/2017/feb/27/donald-trump-media-ban-inspires-cambodian-attack-on-press-freedom


pages.topic.factChecker

Profile Picture

دينا إبراهيم

تمتلك مديرة المرصد خبرة متميزة في الصحافة تتجاوز 17 عامًا، إلى جانب أكثر من سبع سنوات في مجال الرصد الإعلامي والتحقق من المعلومات، مما أكسبها مهارات استثنائية في هذا القطاع. حاصلة على درجة الماجستير في قيادة الاتصالات الرقمية من جامعتي بروسيلز الحرة وسالزبورج، وتواصل حاليًا دراساتها في مجال علوم البيانات، مدفوعةً بشغفها لتعزيز إمكانياتها في خدمة صناعة الإعلام. من أبرز إنجازاتها المساهمة في تطوير منهجيتي تقييم المحتوى الإعلامي المكتوب والتحقق من المعلومات وتأسيس قسم التحقق من المعلومات. نالت تقديرًا دوليًا، حيث حصلت، ممثلة عن الفريق، على المركز الثاني في تحدي الابتكار الشبابي حول الديمقراطية والحكم في إفريقيا، وفازت بتحدي الابتكار في مجال الإعلام لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الذي نظمته الشبكة العربية الرقمية.

تشرف مديرة المرصد على جميع أنشطته وتضع خطط التطوير بالتعاون مع مسؤولي الأقسام واختيار فريق العمل، كما تتولى التنسيق بينهم وتحديد السياسة التحريرية للمرصد، وتكون المرجع في حال حدوث أي خلافات تحريرية أو تقييمية.

Related topics

Topics that are related to this one

Want accurate news and updates?
Sign up for our newsletter to stay up on top of everyday news.
We care about the protection of your data. Read our Privacy Policy