الصحف البريطانية وفوز إيمانويل ماكرون بالرئاسة

تناولت الجارديان فى تقريرِ لها ردود أفعال الصحف البريطانية المختلفة على خبر فوز ايمانويل ماكرون برئاسة الجمهورية فى مواجهة المرشحة لوبان، حيث تقول إنه قد تنوعت ردود الأفعال هذه ما بين الارتياح، الضبابية، الصمت، والتخوف الشديد، ولم يتبع بعضها المهنية فى تغطية أخبار الجولة الثانية من الانتخابات ونتائجها، ففى حين رحبت "دايلى ميل" بما أسمته "الثورة الفرنسية الجديدة" فور إعلان انتقال لوبان إلى جولة الانتخابات الثانية فى مواجهة ماكرون، وأفردت للحدث الصفحة الأولى كاملةً، لم تجد مكاناً واحداً ولو صغير المساحة لإعلان فوز ماكرون فور إعلان نتيجة الجولة الثانية فى طبعتها الأولى التى تلا صدورها إعلان النتيجة، وذلك لوجود أخبار أهم تستحق مساحات الصفحة الأولى طبعاً، كنشر صور للأمير هارى يُقبِل حبيبته ويُمسِك بيدها، وكيف أُثيرت الشائعات حول زواجهما قريباً، ونشر تقرير عن شركات التأمين التى بلا ضمير!

فى حين لم تضع "الدايلى تلجراف" الخبر فى صفحتها الأولى، لكنها أفردت له صفحات خاصة داخل العدد الذي تلا إعلان فوزه، يربط بين نتيجة الانتخابات الفرنسية وبين خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

وعن "الدايلى ميرور"، فقد احتل فوز ماكرون عمود صغير لا تتجاوز مساحته إنشين، وكأن الخبر شىء عادى جداً لا يمس واقع الشعب البريطانى والأوروبى بشكل عام!

وعلى صعيد آخر، استطاعت جريدتى "التايمز" و"فاينانشيال تايمز" اعطاء ماكرون المساحة المناسبة مع حجم خبر وصول رئيس جديد إلى سُدة الحكم فى فرنسا ذا توجهات علمانية قد تؤثر على النسق الأوروبى والاتحاد بشكل عام، حيث عنونت "فاينانشيال تايمز" الخبر ب "العلمانية تفوز على الشعبوية فى فرنسا"، كما أفدت له الجارديان مساحة خاصة على صفحاتها الأولى، تهنئه فيها على فوزه بالرئاسة، وتحذر من التحديات التى تواجه الرئيس الجديد حول توحيد فرنسا المُقسمة ما بين توجهات علمانية وتوجهات شعبوية يمينية متطرفة، تماثل إلى حد كبير التوجهات السياسية المستشرية عبر غرب أوروبا.

وبين هذه التغطيات التى تتباين كثيراً ما بين صحفية بريطانية لآخرى، تتكشف لنا حقيقة تدخل توجهات بعض الصحف السياسية ونزعاتها فى تغطياتها الإخبارية، وهو ما يجعلنا نطرح التساؤل بشأن الأمر، فهل كانت ستتشابه ردود أفعال الصحف فى حالة فوز لوبان بالرئاسة؟!