أخطاء حقوقية وقع فيها محرر خبر"عامل يستدرج طالبة معاقة ويعتدي عليها جنسيا داخل شقته بالمطرية"، المنشور في بوابة أخبار اليوم، ليحصل على نسبة تقييم بلغت 66%.
تناول الخبر واقعة اعتداء أحد الأشخاص على طالبة تعانى من تأخر ذهني وعاشرها معاشرة الأزواج على مدار أسبوعين داخل شقته، ونجح رجال المباحث في ضبط المشتبه به وإحالته للنيابة العامة للتحقيق معه.
وبعد تقييم الخبر استنادًا للمنهجية العلمية المتبعة في مرصد أخبار ميتر، رصد الفريق 6 أخطاء مختلفة في الخبر موزعة على معايير المنهجية الثلاث؛ خطأين في معيار الإحترافية والمهنية، وخطأ في معيار المصداقية، و3 أخطاء في معيار مراعاة حقوق الإنسان، على النحو التالي:
أخطاء معيار الاحترافية والمهنية:
1- لم ينسب الصورة لمصدرها؛ استخدم المحرر صورة تعبيرية لفتاة ولكنه لم يشر إلى مصدرها، مما يعد انتهاكا لحقوق الملكية الفكرية.
2- لم يذكر مصدر المعلومات؛ قدم المحرر معلومات حول واقعة اتهام أحد الأشخاص باستدراج فتاة تعاني من تأخر ذهني والاعتداء الجنسي عليها، دون أن يوضح كيف حصل على تفاصيل الواقعة.
أخطاء معيار المصداقية:
1- العنوان غير موضوعي؛ أشار المحرر إلى كون المشتبه به في الواقعة "عامل"، ما قد يرسم صورة نمطية سلبية عن هذه الفئة، بأنها تميل للتعدي الجنسي على الفتيات، وقد يؤدي ذلك إلى حث المجتمع على كراهيتها. كما لاحظنا في العنوان أن المحرر استخدم أفعال "يستدرج - يعتدي" وهذه الصياغة قد تفيد بتأكيد ارتكابه تلك الأفعال المخلة، في حين لم تصدر النيابة العامة أو القضاء حكمه بعد، فكان من الأفضل كتابة "مشتبه به أو اتهامه" أو أي صياغة أخرى بعيدة عن تأكيد الجريمة.
أخطاء معيار مراعاة حقوق الإنسان:
1- ليس هناك التزام بمبدأ المتهم بريء حتى تثبت إدانته؛ وصف المحرر المشتبه به في الواقعة بالمتهم، في حين أنه أشار في الخبر إلى تحويله للنيابة العامة للتحقيق معه، ولم تُعلن نتائج التحقيقات بعد.
2- تبنى المحرر خطاب كراهية؛ بذكر وظيفة المشتبه "عامل" مقترنة بجريمة الاعتداء الجنسي على إحدى الفتيات، ما قد يؤدي إلى خلق ونشر نوع من مشاعر الكراهية تجاه تلك الفئة في المجتمع، للاعتقاد بأنها تميل لارتكاب تلك الجرائم، في حين أنه لا توجد علاقة بين الوظيفة وهذا الفعل الإجرامي.
3- هناك تمييز /أو تنميط ضمن المحتوى؛ كرر المحرر الإشارة إلى المشتبه به كعامل في أكثر من موضع بالخبر، فوجدنا هذا الوصف في العنوان ونص الخبر، ما قد يرسم صورة نمطية سلبية عن فئة العمال، للربط بينهم وبين ارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي على الفتيات، فعند تكرار الإشارة إلى الصفة الوظيفية قد يتشكل صورة نمطية في ذهن القارئ بشكل تلقائي بأنها فئة تميل لارتكاب جرائم الاعتداء الجنسي على الفتيات، وهذا فعل فردي لا يصح تعميمه على الجميع.
وتكون أخبار الحوادث معرضة أكثر من غيرها لسرد متعصب ومنحاز، ما يقع على عاتق الصحفيين مراعاة الدقة والموضوعية في صياغة تلك الأخبار، ومحاولة انتقاء الألفاظ السليمة التي تبتعد عن التحيز أو التمييز أو تنطوي على خطاب كراهية.
Topics that are related to this one