طبيبين نفسيين يُعطيا للصحفيين درساً...

23/04/2017 
5 دقائق للقراءة
كتابة: AkhbarMeter 
التصنيف: أخرى

أجرى أكادميان تحليلاً للمراجعات الفنية للمعارض البريطانية الأخيرة التى قامت بتناول أعمال لأربعة فنانين توفوا مُنتحرين، وهم: فان جوخ، ومارك روثكو، وإرنست لودفيغ كيرشنر، وأرشيل غوركيو، واكتشفوا إن 100٪ من المقالات الـ 68 التي ذكرت وفاة الفنانين قد خرقت المبادئ الأساسية لوسائل الإعلام عن عدم ذكر أي معلومات عن مصادر الدعم التى يجب أن يلجأ إليها الأشخاص ذوى الميول الانتحارية أو المتضررين من الانتحار كما هى العادة فى أى مقال يُذكَر فيها "الانتحار"، كما وجدوا إن 38٪ من تلك المقالات قدمت وصفاً كاملاً دقيقاً صريحاً لطرق انتحار الفنانين الأربع،  بل إن 27٪ منها وصفت طريقة الانتحار برومانتيكية شديدة أو برومانسية قد تدفع البعض إلى تمجيد الانتحار والنظر إليه بإعتباره هدف سامى يجب الوصول له، كما اكتشفوا استخدام 21٪ من هذه المقالات للغة غير مناسبة صحفياً فيما يتعلق بالانتحار، مثل "محاولة انتحار ناجحة"، واستخدمت 7٪ منها تفسيرات مبسطة لمحفزات الانتحار ودوافعه المختلفة.


أوضح الأكادميان، ألكسندرا بیتمان وفیونا ستيفنسون، إن المراجعین لم یلتزموا بالتوصیات الواردة في المبادئ الأساسية لوسائل الإعلام التي وضعتها وسائط الإعلام والصحافة فى تناولها للانتحار، والتى شددت عليها مؤسسة إيبسو الإعلامية، وقدما ورقة بحثية لمحاولة تحليل مدى التزام الصحفيين بمبادئ وسائل الإعلام البريطانية، وخاصة المتعلقة بتغطية حوادث الفن ووقائع الانتحار التى يمتلأ بها، حيث أبدى بيتمان، وهو طبيب نفسي وباحث في الـ"UCL"، السب وراء القيام بهذا قائلاً "لقد شعرنا بأن محتوى الفنون الصحفى مجال معقد برغم ظهوره كشىء بسيط، حيث يمكن لمجال الصحافة فيه أن تغطى أخباراً تشد الجماهير عن حالات انتحار فنية أو أسلوب حياة المشاهير شديد الرفاهية مثلاً، وسواء كانت هذه الأخبار معاصرة أو تاريخية ، فنشرها على نطاق واسع يؤثر فى فكر الجمهور وروؤيته ومنظوره لمثل هذه الوقائع، خصوصاً الانتحار، وقد وجدنا إنه ليست هنناك أى تقيدات إنسانية فى أغلب المقالات التى حللناها عن التغطيات الصحفية لبعض حالات انتحار هؤلاء المشاهير"


وضرب بيتمان عدة أمثلة على هذه التقارير الأخيرة عن انتحار المشاهير، مثل انتحار روبن ويليامز، الممثل الكوميدى المعروف، وبالنظر إلى الأدلة التحليلية التى توصل لها بيتمان وزميلته، يرى إن تصوير وسائط الإعلام غير المسؤول للانتحار يمكن أن يعزز من محاولات الانتحار المقلدة وينشرها على نطاق واسع بين ذوى الميول الانتحارية، ولا سيما في صفوف الشباب وضعفاء النقس، ولذك يأمل بيتمان أن يكون جميع الصحفيين على وعي بأهمية اتباع المبادئ الأساسية لوسائل الإعلام.


يشير البحث إلى إنه ثمة مجالاً كبيراً لتحسين تدريب الصحفيين، من أجل معالجة وعيهم بالمبادئ الأساسية والتوجيهية لوسائل الإعلام بشأن الإبلاغ عن الانتحار، والآثار الضارة المحتملة للتقارير غير المسؤولة.

مزيد من المقالات

نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template