فيديو

هل تسيطر الصين على الشباب عبر "تيك توك"؟

نشر في 14/03/2023 09:56 في قواعد المهنية الإعلامية

أطلقت شركة بايت دانس الصينية تطبيق تيك توك إلى العالم في عام 2017، وفي غضون بضع سنوات تجاوز عدد مستخدميه النشطين المليار مستخدم شهريا، ليصبح بذلك واحد من أكبر المنافسين للتطبيق الأشهر فيس بوك الأمريكي. ومنذ ذلك التاريخ وهو يثير كثير من الجدل والمخاوف في العديد من الحكومات والمؤسسات الدولية. الأمر الذي دفع الكثير منهم لحظر التطبيق. فما هي الأسباب التي تدفعهم إلى حظره؟

الانطلاقة:

في عام 2016 أطلقت شركة بايت دانس تطبيق (Douyin) النسخة الصينية من تطبيق تيك توك في الصين. وعام 2017 أطلقت الشركة تطبيق تيك توك الى العالم، وفي نوفمبر من العام نفسه استحوذت على تطبيق الفيديو الشهير (Musical.ly)، الذي امتلك أكثر من 200 مليون مستخدم. وفي أغسطس 2018 قامت الشركة بدمج تطبيقي Musical.ly)) وتيك توك وأطلقت تيك توك في نسخته الحالية. وفي سبتمبر 2021 أعلنت الشركة وصول عدد مستخدميها لفوق المليار مستخدم نشط شهريا ليصبح منافس شرس للتطبيقات الأشهر مثل فيس بوك وإنستجرام.

مؤامرة للسيطرة الشباب:

قديما استخدمت بريطانيا العظمى سلاح الأفيون للسيطرة على شعب الصين بتغييب الوعي، فهل يتم الآن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بديلا عن الأفيون للسيطرة على النشء؟ كيف تحمى الصين أطفالها وتجعل أطفال العالم أغبياء؟ عنوان مقال نشرته صحيفة لوفيجارو في ديسمبر الماضي، وكشفت فيه عن الاختلاف بين النسختين الدولية والصينية.

وقد صرحت أن هذه الاختلافات تثير التساؤل حول نية الصين تجاه أطفال العالم. وقد صرح تريستان هاريس الموظف السابق لشركة جوجل الملقب بـ "ضمير وادى السليكون" لبرنامج "60 دقيقة" الأمريكي "نسخة الصينيين من تيك توك تعرض لمن أعمارهم أقل من 14 عاما تجارب علمية يمكن القيام بها في المنزل، أو جولات في المتحف، أو مقاطع فيديو وطنية أو تعليمية، ويقصرون الاستخدام على 40 دقيقة فقط في اليوم. وهذا الإصدار من تيك توك لا يُقدَّم لبقية العالم. ولأنهم يعرفون أن التكنولوجيا تؤثر على تطور الشباب، فيبيعون في سوقهم المحلي نسخة فقيرة، بينما يقومون بتصدير الأفيون إلى بقية العالم".

وأضاف هاريس أن "دراسات في الصين والولايات المتحدة سعت لاكتشاف المهنة التي تلهم الشباب في مستقبلهم، فكان الجواب في الولايات المتحدة (شخصية مؤثرة على وسائل التواصل)، بينما كانت الإجابة في الصين (رائد فضاء)".

هل يحرض تيك توك على الانتحار وإيذاء النفس؟

دائما ما تتهم مواقع التواصل الاجتماعي بالتأثير السلبي على نفسية المراهقين ودفعهم إلى الانتحار. وتيك توك لم يسلم من هذه الاتهامات، فقد نشر مركز مكافحة الكراهية الرقمية " (CCDH) تقرير عن دراسة حديثة بعنوان" تيك توك يقصف المراهقين بمحتوى يحض على إيذاء النفس واضطراب الأكل في غضون دقائق من الانضمام إلى المنصة". وقد قام الباحثون في هذه الدراسة بإنشاء حسابات على تيك توك مدعين أنهم إناث يبلغون 13 عام مهتمون بمحتوى شكل الجسم والصحة العقلية. ولكن ما نوعية الفيديوهات التي أوصت بها خوارزميات تيك توك؟

- تم تقديم فيديو عن الصحة العقلية وشكل الجسم كل 39 ثانية في المتوسط.

- تم عرض فيديو يشير إلى الانتحار الى واحد من الحسابات في غضون 2.6 دقيقة.

- تم تقديم محتوى اضطراب الأكل إلى حساب واحد في غضون 8 دقائق.

وقد وجد الباحثون أن تيك توك يستضيف مجتمع اضطرابات الأكل باستخدام علامات التجزئة المشفرة والمفتوحة لمشاركة المحتوى مع أكثر من 13.2 مليار مشاهدة لمقاطع الفيديو الخاصة بهم.

وقد علق عمران أحمد المدير التنفيذي للمركز على ما جاء في الدراسة قائلا: " أثبتت الدراسة أن خوارزميات تيك توك لم تصمم لإبهار المستخدمين الشباب للتخلي عن وقتهم واهتمامهم فحسب، بل تسمم عقولهم أيضًا. "إنه يحث الأطفال على كراهية أجسادهم ويقدم تلميحات متطرفة لإيذاء النفس التي قد تكون مميتة أحيانا. سيصاب الآباء بالصدمة لمعرفة الحقيقة وسيغضبون، لأن المشرعين يفشلون في حماية الشباب من أصحاب المليارات من شركات التكنولوجيا الكبرى وتطبيقات الوسائط الاجتماعية غير الخاضعة للمساءلة والخوارزميات العدوانية المتزايدة".

ضحايا تيك توك

في الآونة الأخيرة، انتشرت ألعاب خطيرة تسمى بالتحدي أدت إلى كوارث بين الأطفال والمراهقين حول العالم، الأمر الذى أدى إلى تصاعد أصوات الدعوات المطالبة بحظر التطبيق. ودفعت البعض إلى رفع دعاوى قضائية ضد المنصة يتهمونها بتعمد نشر محتوى خطر يحث المستخدمين على إيذاء أنفسهم. وفي مصر طالب بعض أعضاء مجلس النواب بحظر التطبيق بعد تكرر الحوادث.

وإليكم بعض من هذه التحديات:

تحدى كتم الأنفاس

وقد تسبب هذا التحدي في وفاة عديد من الأطفال حول العالم، حيث يقوم بتشجيع الناس على خنق أنفسهم بالأدوات المنزلية حتى يفقدوا الوعي ويصوروا اندفاع الأدرينالين بمجرد استعادة وعيهم.

تحدى لعبة تشارلي

وقد أودى هذا التحدي بحياة طفل شنق نفسه في منطقة بهتيم التابعة لشبرا الخيمة. ينطوي التحدي المثير للجدل على وضع قلم رصاص فوق آخر على قطعة من الورق مقسمة إلى "نعم" و "لا". هم في مربع مقسم إلى أربعة أقسام، وفي كل جزء كتبوا الكلمات نعم ولا موزعة بالتساوي. يقال أن اللاعبين، وهم عادة أطفال أو مراهقين، يتواصلون مع روح طفل يدعى "تشارلي" لاستدعائه، ثم يسأله ويكون جوابه "لا" أو "نعم". ثم يتم إصدار القواعد من خلال اللعبة وتشمل قطع الشرايين أو الانتحار شنقا أو غيرها.

تحدى ارمى أصحابك

وقد أدت اللعبة إلى إصابة بطل الجمهورية السابق في الجودو بالشلل. حيث يقوم مجموعة من الأصدقاء بتشبيك أيديهم، ثم يدفعوا صديقهم بقوة إلى الهواء، ليسقط من على ارتفاع 3 أمتار تقريبا على الأرض.

ما هى الخطوات التى تعهد بها تيك توك مؤخرا لحماية الصغار؟

ونتيجة للهجوم الكاسح على التطبيق، فقد صرحت الشركة المالكة أنها بصدد إطلاق تحديد تلقائي للمدة المسموح بها لاستخدام التطبيق يوميا للأطفال والمراهقين تحت 18 عاما. في أقوى سابقة تقوم بها شركة سوشيال ميديا لمنع المراهقين من التصفح اللانهائي.

و في حالة تعدي الأطفال الـ 60 دقيقة سيطلب منهم التطبيق إدخال كلمة سر، فى حين أنه سيتعين على المراهقين اللجوء لآبائهم لمشاهدة 30 دقيقة أخرى.

فى رأيك هل ترى أن تلك الخطوة كافية لحماية الأطفال والمراهقين من مخاطر التطبيق؟

المصادر

«تيك توك».. المصدر الإخباري الأسرع نمواً

تيك توك

حقائق عن شركة بايت دانس ByteDance مالكة تطبيق تيك توك

5 Ways China Is Trying to Unaddict Kids From Social Media

تيك توك.. كيف تحول إلى غول يهدد عرش فيسبوك؟ وهل حاول العملاق الأزرق القضاء عليه

US and China: Two different approaches to teenagers and social media

لوفيغارو: هكذا تحمي الصين أطفالها وتجعل أطفالنا أغبياء من خلال منصة "تيك توك"

«ارمي صحابك» و«كتم الأنفاس».. «ألعاب الموت» خطر في المدارس

لعبة كتم الأنفاس بين الطلاب|خطر حقيقي يهدد أبناءنا أم "آفورة" سوشيال ميديا