بوابة فيتو
71%
نسبة التقييم

كنيسة «القديس نيقولا».. سفينة نوح تغرق.. الإهمال يداهم «بيت بابا نويل»..وبلدوزرات «الهدم» أبرز المخاطر..قرار الترميم «محلك سر»..وشركات المقاولات «وحش» ينتظر المبني التاريخي

كنيسة «القديس نيقولا».. سفينة نوح تغرق.. الإهمال يداهم «بيت بابا نويل»..وبلدوزرات «الهدم» أبرز المخاطر..قرار الترميم «محلك سر»..وشركات المقاولات «وحش» ينتظر المبني التاريخي
أمتار قليلة تفصلها عن مدخل شارع «تانيس» بحي الإبراهيمية، محافظة الإسكندرية، بمظهرها الفريد وتصميمها الخاص، تقف كنيسة القديس نيقولا، محتفظة بملامح باهتة لشموخ سنوات انقضت، الكنيسة التابعة لطائفة الروم الأرثوذكس، والتي تعود تبعيتها للجالية اليونانية، يمكن القول إنها شاهد عيان على أحداث سنوات كثيرة مضت. 

التاريخ.. لم يرحم جدران الكنيسة.. ترك بصماته واضحة على جدرانها.. معمارها، فما أن تطأ أقدامك المكان حتى تجد في استقبالك جدرانا واهنة.. تتحدى السقوط بضعف ووهن وواضح، ومن شدة الإهمال الذي تعرضت له الكنيسة تشعر أنك دخلت بيتًا مهجورًا، فالأسقف منهارة، والصدأ وجد ضالته على الأبواب.. الأقفال.. كل القطع الحديدية في المكان.. وقفل البوابة الرئيسية خسر معركته مع الزمن، فذاب معدنه مخلفًا وراءه بقايا تشير إلى أنه كان هناك من يحرس الأبواب يومًا..! 

بابا نويل
عُرف القديس «سان نيقولا» بشخصية «بابا نويل»، فكان راهبا، ثم قديسا في آسيا الصغرى، وكان معروفا عنه أنه صاحب معجزات، فضلا عن توزيع المال على المحتاجين ليلا، وهو من القديسين المهمين لطائفة الروم الأرثوذكس «الكنيسة الغربية»، وكان عددهم في مصر نحو 500 ألف قبطى حتى عام 1952، إلى أن تقلص العدد إلى ما يزيد على النصف قليلًا.

أما الكنيسة.. فهي من الكنائس القليلة التي تأخذ شكل سفينة نوح «رمز النجاة»، وهى عبارة عن مساحة مربعة الشكل سقفها مائل على الشكل الجمالونى «مثلث»، ولها برجان للأجراس، وتصميمها معتمد على شكل القباب، بخلاف الكنائس القبطية المصرية.

من الداخل تتكون الكنيسة من صحن كبير، له 3 هياكل مربعة، فيها نقوش مذهبة، وأيقونة للسيد المسيح مرسومة على السقف، تشبه أيقونة البطريركية اليونانية في مصر القديمة، بخلاف الأيقونات الأخرى الموجودة على الحوائط.

غلق 20 سنة
تعانى الكنيسة بسبب حالتها السيئة من الغلق نحو 20 سنة، لتنفيذ مشروع ترميم عاجل ودرء خطورة، وما يعيق ترميمها أن ملكيتها تعود لكنيسة الروم الأرثوذكس، وهو ما يعني أنه لا يمكن تنفيذ أي أعمال ترميم إلا بعد موافقة الكنيسة، وهذه الطائفة أملاكها مختلفة عن أملاك الكنائس القبطية الأخرى، لأنه ليس لها حق التصرف.

«محافظة على هيبتها، ولها طلة لا تشبه غيرها» بهذه الكلمات وصف الثمانيني بولا نسيم، صاحب محل الحلوى المواجه للكنيسة، وبأنها زهرة الحي وأجمل كنائس الإسكندرية على الإطلاق،«الكنيسة دي رغم إنها أصغر كنائس المدينة ككل، لكن تصميمها المتميز كونها صممت على شكل سفينة نوح، وكانت مملوكة لأحد البحارة زمان، جعلها مميزة على مر الزمان، تأسر أي شخص يمشي من قدامها ويشاهدها حتى من غير ما يعرف هي تابعة لأي طائفة».

الإهمال الذي ضرب الكنسية رصدته عدسة المصور والفنان التشكيلي السكندري عبد الله داوستاشي، وتحديدا منذ خمسة أشهر لافتتاح معرضه «آتون» في الجهة الملاصقة للكنيسة، ليلمح آثار إهمال بدت تظهر على الكنيسة، من خلال عقار مجاور لها تتهشم جدرانه، فتسقط على حافة الكنيسة.

الفنان السكندري تواصل وقتها مع البطرخانة الأصلية في حي المنشية، وأخبرهم أن الكنيسة في طريقها للهدم، وأوضحوا له أن الكنيسة في خطتهم لترميمها الفترة المقبلة، «من وقت ما الجالية اليونانية تركت الإسكندرية بعد ثورة يوليو 1952، هما كل فترة بيرمموا كنيسة أو اثنتين، معروف إنها كان عندها في كل حي كنيسة من المندرة حتى سيدي بشر والبطرخانة الأصلية في شارع المنشية».

«عبد الله» يؤكد أنه بالفعل تواصلت الكنيسة المسئولة مع أصحاب العقار الملاصق للكنيسة وتم هدمه، ما أضفى بعض الأمان على الكنيسة ومحيطها، بل وأبرزها للمارة بصورة أكبر، «بقى اللي جاي من بعيد من على البحر برة بيشوفها، أنا أول ما جيت هنا مكنتش أعرفها ولا عمري سمعت عنها».

بقلب مسن عاش كل عمره يراقب كل يوم ما آلت إليه الكنيسة، يتشكك «بولا» في أمر الكنيسة الأم، يخشى أن تكون نيتها لترميمها لا تتعدى كونها وعودا لتسكين حالة الغضب التي سادت بين أبناء الحي، بعد أن تناثرت الأقاويل أن صاحب إحدى شركات المقاولات في المنطقة يريد هدمها وضم الأرض إلى شركته أو شراءها وبناء عقار سكني في موقعها.

موقع إستراتيجي
«الكنيسة في موقع إستراتيجي ومطلة على البحر، محدش مهتم بيها رغم كونها معلما أثريا عريقا في حي الإبراهيمية، لكننا مسمعناش إنها تبع أي هيئة أثرية أو دينية، وده بيخليها طول الوقت مهددة بالهدم من قبل صاحب شركة مقاولات كبرى في المنطقة، يريد الاستيلاء عليها، لأن موقعها ممتاز ويطل على البحر مباشرة».

في شباب «بولا» ووقت أن كان يعمل موظفا بهيئة الجمارك، كان يشاهد عشرات المواطنين التابعين للجالية اليونانية وأبناء طائفة الروم الأرثوذكس وهم يتوافدون على الكنيسة بين الحين والآخر، أضواؤها ومظاهر البهجة التي كانت تشع في «كنيسة بابا نويل»، «كنا بنسمع إن صاحبها كان بيلف على أبناء وبنات الحي في بيوتهم، يديهم هدايا والناس سموه بابا نويل من وقتها، دائما اسمها مرتبط معانا بالعطاء والخير وإسعاد الآخرين».

التقييم المفصل
هل أشار المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس؟
لم يشر المحرر إلى المصدر في حالة النقل أو الاقتباس
المحتوى مقتبس من "المصري اليوم" https://bit.ly/2CfCQjp
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
خلط بين الرأي والمحتوى
دمجت المحررتان تعليقاتهن مع كتابة المحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
نسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
لم يذكر مصادر المعلومات
تم نقل النص من بوابة فيتو 2018-12-16 22:26:29 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
وجهة نظر واحدة
حقوق الإنسان
جيد
100%
المصداقية
وجهة نظر واحدة
100%
الاحترافية
محتوى مسروق
29%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template