اليوم السابع
43%
نسبة التقييم

يا كل حاجة وعكسها.. تناقضات فاطمة ناعوت

يا كل حاجة وعكسها.. تناقضات فاطمة ناعوت
"لسانك لا تذكر به عورة امرئ .. فكلك عورات وللناس ألسن، وعيناك إن أبدت إليك معايبا .. فدعها وقل يا عين للناس أعين" هذه أبيات شعرية عميقة وحقيقية للإمام الشافعى، ولو تأملناها كما ينبغى لأدركنا أن الحق هو ألا نعيب فى الناس ونذم فى خلق الله، لأنه كما قالوا قديما فى الأمثال الشعبية "لسانك حصانك، إن صنته صانك، وإن هنته هانك"، ولعل الكلمات سالفة الذكر لم تسمع عنها الشاعرة فاطمة ناعوت من قبل.

 
 

فالكاتبة التى وصفت، فى مقال منشور بإحدى الصحف اليومية، خروج الطائفة اليهودية من مصر فى خمسينيات القرن الماضى وستينياته، بأنه خروج قسرى، حدث بسبب تعرض اليهود للتعذيب والتنكيل وحرق الممتلكات، وافترضت أن ما تقوله حقيقة لا تحتمل الخطأ، دون أن تكون لديها أدلة ثابتة على ذلك، وعندما اختلفنا معها فى هذا الرأى ورأينا أنها تغازل دولة الكيان الصهيونى، على طريقة القيادى الإخوانى عصام العريان، والدكتورة الراقصة منى برنس، هاجت وماجت، وبدلا من أن ترد بالحوار كما طلبت هى عندما حكم عليها بالسجن بتهمة ازدراء الأديان، ها هى تهدد باللجوء للقضاء، رغم أنها نفسها رفضت إقامة دعاوى ضدها بحجة حرية الرأى، وها هى الشاعرة التى التى اكتوت بنار الاختلاف من قبل، وعانت من الاتهام بالزندقة والإلحاد، ودعاوى ازدراء الأديان تهدد باللجوء للقضاء للاختلاف معاها فى الرأى.

 

ورغم أن ادعاءات فاطمة ناعوت بأن اليهود تعرضوا للتهجير القسرى، وهو ما يخدم مصالح الكيان الصهيونى، بل ويفتح الباب أمام مطالب بالتعويض لضحايا الاضطهاد على حد زعمها، إلا أنها ترفض وصف ذلك بأنها تغازل الكيان الصهيونى!.

 

على أى حال هذا ليس جديدا على فاطمة ناعوت وهجومها على الناس وتناقضها فى المواقف ليست هذه مرته الأولى، فمن قبل وعند ترشحها لانتخابات مجلس النواب بدائرة مصر الجديدة قالت فى تصريحات صحفية: "إنها تثق فى وعى أهالى دائرتها واختيارهم للمرشح الذى سيمثلهم فى برلمان 2015"، وعندما خسرت الانتخابات تحول وعى هؤلاء الأهالى إلى جهل وعدم وعى، وكانت هى الشخصية نفسها التى كتبت تدوينه على حسابها الخاص على "فيس بوك" فى أكتوبر 2014، تقول فيه "أثبت العلم أن الإنسان كائن نباتى، لأنه لا يمتلك أنيابا معقوفة مثل اللواحم كالأسد والقطة والذئب، لكنه بعد اكتشاف النار اشتهى رائحة الشواء" لتخرج بعد ساعات قليلة وتنشر صورا لها داخل إحدى مطاعم هولندا وتقول "كوارع وممبار وفتة وبط وملوخية وقلقاس فى مطعم افرام ووترلو بلان بأمستردام"، وكانت هى نفسها الشخصية ذاتها المتباهية بأكل الكوارع والممبار، تخرج بعدها بنحو شهر، تهاجم مظاهر الأضحية فى عيد الأضحى المبارك على صفحتها على موقع التواصل الاجتماع "فيس بوك" تحت عنوان "كل مذبحة وأنتم بخير": "بعد برهة تُساق ملايين الكائنات البريئة لأهول مذبحة يرتكبها الإنسان منذ عشرة قرون ونصف ويكررها كل عام وهو يبتسم"، وبغض النظر عن التناقش بين أكل الممبار ومهاجمة ذبح الحيوانات، فإنها خرجت واعتذرت عن هذه التصريحات قائلة "لم أكن أقصد، وأحترم العقائد السماوية'، فهل عيد الأضحى ليس مناسبة دينية، وهل الأضحية ليست أحد مظاهر الديانات السماوية وبالأخص الإسلامية واليهودية!.

 

وعلى نفس الطريق، وكأنها عشقت أن تقع فى فخ التناقض، فرغم أنها اكتوت هى بنار التكفير، خرجت لتطلب من الأزهر أن يسن نصل السلاح الفتاك لإخراج الناس من الملة، كتبت فاطمة ناعوت نفسها، مقالا يوم الأحد 26 فبراير 2017، بعنوان «تكفير داعش مسألة أمن قومى»، نادت فيه بضرورة أن يصدر الأزهر الشريف قرارًا بتكفير «تنظيم داعش» والحكم بردتهم، هكذا وبمقال انفعالى مشحون بالغضب نادت شيخ الأزهر، وتوسلت إليه، وخاطبته بعبارات الرجاء، بأن يرفع عن «داعش» غطاء الإسلام، لأن الأزهر- بحسب زعمها- هو من يملك العصا السحرية التى تئد الإرهاب، وفى الحقيقة فإن ما تقوله «ناعوت» يعد من أغرب غرائب العصر، فرغم أنها اكتوت بنار التكفير، وعانت من الاتهام بالإلحاد، والتطاول على الذات الإلهية، هى ذاتها من تريد الآن من الأزهر الشريف أن يسن نصل السلاح الفتاك لإخراج الناس من الملة، لنجد أنفسنا فى النهاية محاصرين بنيران التكفير من كل جانب، بدلًا من أن نحذف هذه الكلمة من حياتنا تمامًا.
التقييم المفصل
هل فصل المحرر بين تعليقه والمحتوى الخبري المقدم للقارئ؟
خلط بين الرأي والمحتوى
دمج تعليقاته وانطباعاته في صياغة المحتوى
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها
هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
ذكر مصدر المعلومات
تم نقل النص من اليوم السابع 2018-12-15 16:32:59 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
رسائل كراهية
حقوق الإنسان
رسائل كراهية
33%
المصداقية
وجهة نظر واحدة
80%
الاحترافية
صورة بدون مصدر
14%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template