حادث كنيسة مسطرد يكشف.. "تنظيم الأخوات" سلاح المتطرفين للعمليات الإرهابية.. وكيل أمن الدولة الأسبق: استخدامهن يدل على الإفلاس وصفحاتهن على فيس بوك وسيلة التنظيم للهرب من الملاحقات.. ودورهن محورى لجمع التبرعات

قبل 48 ساعة من حلول الذكرى الخامسة لأحداث فض اعتصامى رابعة والنهضة نجحت وزارة الداخلية فى إفشال مخطط إرهابى لاستهداف دور العبادة المسيحية وتكدير السلم العام، بعدما أجبر الانتشار الأمنى المكثف والحرم الأمنى بمحيط كنيسة العذراء بمسطرد الانتحارى عمر محمد أحمد مصطفى على التراجع.

 

 

وتوصلت تحريات ضباط قطاع الأمن الوطنى خلال ساعات قليلة من الحادث لأفراد الخلية الإرهابية التى انضم إليها الانتحارى، والتى تضم اثنين من العنصر النسائى التابع لتلك الجماعة الإرهابية، وهما رضوى عبد الحليم سيد عامر مواليد 17 أبريل 1976 القاهرة تقيم بالزمالك، حاصلة على ليسانس آداب، ونهى أحمد عبد المؤمن عواد مواليد 4 يناير 1980 القاهرة، تقيم بالزواية الحمراء، وهى شقيقة الإرهابى المضبوط بتلك الخلية محمد عواد.

من جانبه أكد اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، أن استخدام التنظيم الإرهابى للعنصر النسائى فى العمليات المسلحة ليس بجديد، حيث إن التنظيم الإرهابى يضم فرعا للتنظيم النسائى له عدة أدوار تختلف باختلاف الظروف والمواقف التى يمر بها التنظيم، منها توصيل المعلومات، ودعم أسر المسجونين من افراد التنظيم، والرصد، والتحريات.

 

وأضاف اللواء علام، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أنه لا بد من تكاتف مؤسسات الدولة لتجفيف منابع الإرهاب عن طريق عدة محاور، محور سياسى، واقتصادى، واجتماعى، وثقافى، وإعلامى، ودينى، ويتم تكليف الوزارات المعنية كالشباب والتضامن بهذه المهمات لغلق تلك المنابع، ولتقليص ظهور تنظيمات جديدة.

 

فيما أكد اللواء محمد صادق، وكيل جهاز أمن الدولة الأسبق، أن العنصر النسائى من ضمن استراتيجية التنظيم الإرهابى، ولكن فى هذه المرحلة بدأ التطوير من مهمات هذا العنصر ليصل إلى حد المشاركة الفعلية فى تنفيذ عمليات مسلحة، مما يعنى أن الضربات الاستباقية الناجحة لأجهزة الأمن والتى استهدفت عناصر التنظيم منذ ثورة 30 يونيو وحتى الآن جعلت هذا التنظيم "يفلس" من وجود عناصر من الرجال، فتم استبدال أدوار تلك العناصر بسيدات التنظيم.

 

وأشار وكيل أمن الدولة الأسبق إلى أن العنصر النسائى كان دوره "دعوى" بين السيدات والفتيات داخل دور العبادة والجامعات والأندية، للتجنيد والاستقطاب عن طريق الدعوة لحضور درس دينى أو ارتداء الحجاب أو الصلاة بمسجد معين، ومعنى لجوء أفراد هذا التنظيم لاستخدام النساء بهذه الصورة التى شاهدناها لتنفيذ عملية كنيسة مسطرد يعنى باللغة العامية "مبقاش عندهم رجالة".

 

وفسر اللواء صادق ما جاء ببيان وزارة الداخلية منذ قليل الذى أعلنت فيه أن السيدتين لهما دور بارز فى مجال الاستقطاب والترويج للأفكار المتطرفة، ومهمتهما توفير الدعم المالى للعناصر الإرهابية بتكليف من بعض الهاربين بالخارج، موضحا أن نساء التنظيم لهن دور فى جمع التبرعات ونقل الأموال وتلقى تحويلات مالية من الخارج، والمشاركة فى الأعمال التجارية التى تتخذ ستارا كمنبع من منابع تمويل الإرهاب، فضلا عن لجوء أفراد التنظيم لصفحات التواصل الاجتماعى كفيس بوك وتويتر الخاصة بالسيدات المنضمات للتنظيم للتواصل مع الهاربين، وتلقى التكليفات بعيداً عن الرصد الأمنى لصفحات هؤلاء الرجال التابعين للتنظيم والتى تقع تحت أعين الأجهزة الأمنية وتتابع بشكل متواصل.

وكانت وزارة الداخلية قد نجحت فى إفشال مخططات التنظيمات الإرهابية الرامية لمحاولة زعزعة الاستقرار والنيل من مقدرات الوطن، فقد أسفرت الإجراءات الأمنية المشددة التى تتخذها الوزارة لتأمين المنشآت عن تمكن الخدمات الأمنية المعينة لتأمين كنيسة السيدة العذراء بمنطقة مسطرد أثناء الاحتفال بمولد السيدة العذراء من الحيلولة دون تمكن أحد العناصر الإرهابية من التسلل إلى حرم الكنيسة لتنفيذ مخططه الإرهابى، حيث تراجع حال مشاهدته للإجراءات الأمنية فى محاولة لإيجاد حل بديل، وانفجرت العبوة الناسفة التى كانت بحوزته، مما أدى إلى مصرعه وتناثر أشلاء جسده بالمنطقة.

وتمكن قطاع الأمن الوطنى من خلال التحريات الميدانية من تحديد هوية الإرهابى المذكور، وتبين أنه يدعى عمر محمد أحمد مصطفى مواليد 1/11/1989 القاهرة ويقيم بشارع مكة عين شمس وحاصل على شهادة من معهد فنى تجارى، وبتفتيش مسكنة عثر على (فرد روسى، 27 طلقة آلى، أوراق تتضمن شرح تفصيلى لكيفة تصنيع المتفجرات، مبلغ مالى قدره 71 ألفا و300 جنيه وكمية من المشغولات الذهبية، و2 زجاجة من سائل الكلوروفورم المستخدم فى تصنيع المتفجرات.

كما كشفت المعلومات النقاب عن ارتباط المذكور بعناصر إحدى الخلايا الإرهابية وتخطيطهم لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية التى تستهدف الإخلال بالأمن والاستقرار بالبلاد، ومن بينها كنيسة السيدة العذراء بمسطرد.

 

وعقب استذان نيابة أمن الدولة العليا تم ضبط عناصر البؤرة الإرهابية، وهم كل من محمد أحمد عبد المؤمن عواد واسمه الحركى زيزو المنياوى مواليد 1975 القاهرة ويقيم بشارع الجمهورية بالزاوية الحمراء ويعمل موظفا، ويحيى كمال محمد دسوقى مواليد 17 ديسمبر 1979 القاهرة، ومقيم بمساكن الزاوية الحمراء، ويعمل ميكانيكى سيارات، وصبرى سعد محمد موسى مواليد 11 أكتوبر 1976 القاهرة ويقيم بالقليبوبية، ويعمل موظفا بالشركة المصرية للخدمات البترولية. ورضوى عبد الحليم سيد عامر مواليد 17 أبريل 1976 القاهرة وتقيم بالزمالك، وحاصلة على ليسانس آداب، من العناصر النسائية التى لها دور بارز فى مجال الاستقطاب والترويج للأفكار المتطرفة وتقوم بتوفير الدعم المالى للعناصر الإرهابية بتكليف من بعض الهاربين بالخارج، وهيثم أنور معروف ناصر مواليد 16 فبراير 1974 القاهرة، ومقيم بالزواية الحمراء، وسبق انضمامه لإحدى البؤر المعتنقة للفكر القطبى عام 1999، ونهى أحمد عبد المؤمن عواد مواليد 4 يناير 1980 القاهرة، وتقيم بالزواية الحمراء، وهى شقيقة المضبوط محمد عواد.

 

كما أدلى الإرهابيون محمد عواد ويحيى كمال بقيامهما بوضع مادة سامة على المسامير المستخدمة فى تصنيع العبوة، لإحداث إصابات قاتلة بمحيط الموجة الانفجارية.

 

وأكدت عمليات الفحص تقابل الإرهابى القتيل مع اثنين من العناصر المضبوطة، بالقرب من الكنيسة، حيث قام المضبوط يحيى كمال باستكشاف ومراقبة المكان مستخدماً دراجة نارية، بينما أعطى المضبوط محمد عواد إشارة البدء للإرهابى القتيل عمر مصطفى الذى كان يضع العبوة داخل حقيبة أسفل ملابسه. تم اتخاذ الإجراءات القانونية وتباشر نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات.