صحيفة الأهرام
67%
نسبة التقييم

قضية كبرى.. دفعوا آلاف الجنيهات للغش في الثانوية العامة وصدمتهم وزارة التعليم | تفاصيل

قضية كبرى.. دفعوا آلاف الجنيهات للغش في الثانوية العامة وصدمتهم وزارة التعليم | تفاصيل
انتهت امتحانات الثانوية العامة، وقاربت النتيجة على الإعلان، لكن هناك قضية كُبرى نجحت فيها وزارة التربية والتعليم، بامتياز، بعدما تصدت باحترافية لما يمكن اعتباره "مافيا"، حاولت ضرب الامتحانات، وتشكيل لجان غش جماعي في إحدى محافظات الصعيد، بعد دفع مبالغ مالية ضخمة نظير القيام بهذا العمل.

لم تتاجر وزارة التعليم بالقضية، أو تُفصح عن تفاصيلها حتى اللحظة، إدراكا من وزيرها طارق شوقي، والمسئولين المعاونين له في الثانوية العامة، بأنهم قاموا بواجبهم لا أكثر، بأن يتم نسف اللجان التي تصنف إعلاميا بأنها "لجان أولاد الأكابر"، وقد تحقق المراد، وتمت المهمة بنجاح.

"لجان أولاد الأكابر"، اسم لطالما تم إطلاقه منذ سنوات طويلة، على لجان امتحانات الثانوية العامة التي تشهد تحويلات بالمخالفة للقرارات الصادرة عن وزارة التربية والتعليم، بغرض تحولها إلى بؤرة ملتهبة، يتمكن طلابها من تحقيق مرادهم من الغش الجماعي، وإحداث الشغب وترهيب المراقبين.

كان هذا الاسم موجودا في امتحانات الثانوية العامة، حتى عام 2017، لكن الوزارة اتخذت جملة من الإجراءات والقرارات حالت دون عودة لجان "أولاد الأكابر" مرة ثانية، حتى حاول مئات الطلاب هذا العام، إعادة المسمى مرة أخرى، بعدما قاموا بعمل تحويل شبه جماعي إلى لجان بعينها، في محافظة سوهاج، من محافظات في الصعيد، وخارج الصعيد.

توصلت "بوابة الأهرام"، إلى تفاصيل القصة كاملة، بعدما أظهرت وزارة التربية والتعليم نجاحا استثنائيا، بقيادة الوزير طارق شوقي، ونائبه الدكتور رضا حجازي، وخالد عبدالحكم رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي ومدير الإدارة العامة للامتحانات، وهشام جعفر مدير الإدارة العامة للشئون القانونية، وعدد من رجال التعليم الثانوي والشئون القانونية بالوزارة.

كانت البداية بوصول معلومة إلى الوزارة بوجود تحويلات مخالفة قام بها مئات الطلاب من محافظات عديدة، إلى سوهاج، وتحديدا إلى مدرستين تابعتين لإدارة دار السلام، فبدأ تتبع هذه التحويلات في سرية تامة، بعيدا عن أعين الإعلام، والطلاب أنفسهم، حتى تم اكتشاف الحقيقة الكاملة، ومن هنا بدأت خطة المواجهة.

تحرك قيادات الوزارة، كل في مساره، بغرض الحفاظ على امتحانات الثانوية العامة من الانفلات على أيدي هؤلاء الطلاب، خاصة وأن تلك التحويلات المخالفة غالبا ما تحدث بعدها كوارث في الامتحانات، إما بإحداث وقائع شغب جماعية، أو ترهيب للمراقبين لإجبارهم على الغش، أو الإخلال بالامتحانات، أو تهريب وسائل الغش وتصوير ونشر الأسئلة.

وحسب المعلومات التي حصلت عليها "بوابة الأهرام"، من مصادر عديدة داخل الوزارة، فإن ملف التحويلات المخالفة كان يُدار بمتابعة دقيقة من الوزير طارق شوقي، الذي وجه بعدم السماح لهؤلاء الطلاب بالغش في امتحانات الثانوية العامة، تحت أي ظرف، ووضع حلول تضمن سلامة اللجان، مع التحقيق باحترافية للكشف عن خبايا هذه التحويلات.

ووفق المصادر، فإنه تم تحويل عدد من المسئولين للتحقيق، على وقع التحويلات المخالفة لطلاب الثانوية العامة، بينهم مسئولون في مدارس، ومسئولون عن شئون الطلاب في إدارات تعليمية، كشئون طلاب، وشئون تعليم ثانوي، سواء كان لهم يد مباشرة في إتمام التحويلات، أم لا، للوقوف على حقيقة ما حدث، والأهم، عدم تجمع هؤلاء الطلاب في مكان واحد.

وسبق للوزارة أن حددت مواعيد وشروطا صارمة للتحويل في الثانوية العامة، وتحديدا الصف الثالث الثانوي، لعدم تكرار ما حدث منذ سنوات، من بينها حظر تسجيل استمارة الثانوية العامة لأي طالب على لجنة بعينها، طالما لم يمر عليه عام دراسي في نفس اللجنة، ويكون محل السكن المدون في بطاقة الطالب وولي الأمر، مر عليه سنة على الأقل، وهناك عدد من اللجان في بعض المحافظات محظور التحويل إليها بالأساس، لكن تم مخالفة كل ذلك، وتم التحويل لمئات الطلاب.

وضربت الوزارة مخطط هؤلاء الطلاب، من خلال الاتفاق بين الوزير وحجازي وعبد الحكم، على أن يتم تفريق شتات الطلاب المحولين، وعدم تجمعهم في لجان بعينها، وعلى هذا الأساس تم إصدار أرقام الجلوس، بطريقة "الفركشة"، أي كل مجموعة من الطلاب يكونون في لجنة، لا أن يتجمعوا معا.

الخطة الثانية، كانت بمضاعفة أعداد أفراد الأمن الإداري بهذه اللجان، بشكل لا يسمح تحت أي ظرف بحدوث وقائع غش جماعي أو شغب، أو تهريب وسائل غش، وبالفعل نجحت الخطة، ومرت امتحانات الثانوية العامة في لجان هؤلاء الطلاب بسلام دون تصوير أو نشر ورقة أسئلة واحدة من هذه اللجان، وفشل مخطط الطلاب لتحويل المدارس المحولين إليها إلى بؤرة للغش والانفلات.

كانت المفاجأة، أن هؤلاء الطلاب، البالغ عددهم 1845 طالبا، دفعوا مئات الآلاف من الجنيهات نظير التحويل إلى هذه اللجان بدعوى أن "سمعتها معروف عنها الغش الجماعي"، لدرجة أن كل طالب دفع ما لا يقل عن 35 ألف جنيه، نظير قبوله في المدرسة الخاصة المحول إليها.

قد يتساءل البعض: لماذا دفع كل طالب 35 ألف جنيه؟. الإجابة ببساطة، لأن هؤلاء الطلاب (1845 طالبا)، جميعهم اختاروا مدرستين خاصتين في إدارة دار السلام، وبالتالي كل مدرسة اشترطت أن يدفع كل طالب مصروفات السنة الدراسية كاملة، فلم يرفض الطلاب ذلك، ودفعوا جميعا الـ 35 ألف جنيه كمصروفات، لكن في الحقيقة، كان الدفع لغرض الغش الجماعي.

قد يتساءل آخرون: لماذا اختار الطلاب هاتين المدرستين تحديدا؟.. الإجابة ببساطة: لأن هاتين المدرستين يتم توزيع طلابهما على لجان دار السلام (معقل الغش)، والسبب الآخر، أن المدارس الحكومية لا تقبل تحويلات بهذا الكم لطلاب في الصف الثالث الثانوي، فلم يكن أمام الطلاب إلا التحويل لمدرسة خاصة هربا من أعين وزارة التربية والتعليم مهما كلفهم ذلك من مبالغ مالية ضخمة.

عكست تفاصيل القضية، رغم إثارتها وتفاصيلها الكثيرة والمعقدة، كيف أن وزارة التربية والتعليم لا تتغاضى عمدا أو تغفل سهوا عن إنشاء بؤر غش جماعي في امتحانات الثانوية العامة، وما يثار عكس ذلك، يمكن الرد عليه بهذه الواقعة فقط.

كان من الممكن التساهل مع هؤلاء الطلاب، وغض الطرف عنهم، لكن الوزارة لم تفعل ذلك، بل تحركت بمنتهى السرية والاحترافية وأمانة المسؤولية لنسف لجان أولاد الأكابر من القاموس، وضرب خطة 1845 طالبا كان بإمكانهم وحدهم أن يرتكبوا وقائع غش جماعي بكل سهولة  إذا تجمعوا في لجنة بعينها.

هكذا فعلت الوزارة، وبتلك الطريقة خططت بعيدا عن أعين الجميع، فنسفت مخطط الغش الجماعي رغم دهاليزه وأسراه المعقدة، وأحالت كل المسؤولين عن الواقعة للتحقيق، ومن بعدها النيابة الإدارية، والآن: حان الوقت ليعرف الجميع كم سعت وزارة التعليم لإخراج امتحانات الثانوية العامة، إلى بر الأمان، دون تفاخر أو استعراض.
تعليق المقيم

المحرر استعان بمصادر مجهولة الهوية لتوضيح المعلومات الواردة في الخبر، والخاصة بقضية لجان الغش الجماعي بسوهاج، ولم يوضح سبب تجهيل هوية تلك المصادر، وما علاقتها بالموضوع للتعليق عليه. كما لم يتم توثيق صورة الخبر.

تعليق الصحفي
No Comment
التقييم المفصل
هل نسب المحرر الصور إلى مصادرها؟
لم ينسب الصور لمصدرها

الصورة غير موثقة، وبدون مصدر محدد.

هل ذكر المحرر مصادر المعلومات الواردة بالمحتوى؟
لم يذكر مصادر المعلومات

المحرر استعان بمصادر مجهولة الهوية لتوضيح تفاصيل إحباط وزارة التربية والتعليم للجان الغش الجماعي بسوهاج، ولم يوضح سبب تجهيل هوية تلك المصادر.

تم نقل النص من صحيفة الأهرام 2022-08-03 08:13:19 تصفح أصل المحتوى
أبرز الأخطاء
مصدر غير مناسب
حقوق الإنسان
جيد
100%
المصداقية
مصدر غير مناسب
80%
الاحترافية
صورة بدون مصدر
0%
نشرة أخبار ميتر
للاطلاع على تقييمات المواقع الأكثر شعبية وأبرز الأخبار الكاذبة.
نحن نهتم بحماية بياناتك. اقرأ سياسة الخصوصية
//in your blade template